| 94
إلــى حيث يشــاء من أجزاء البحث، علاوة علــى أن المهتمين بالبحث العلمي عادة يصل العديدة التي تندرج فــي نطاق المنهجية العلمية مــا يهم ُُّهم التعــرُُّف على التفا والأسالبي والأدوات المستخدمة في الوصول إلى النتائج. - يبــدو الاخــتلاف الأكثــر أهمية بين الاســتقصاء الصحفي والبحــث العلمي في أن العمل الاســتقصائي يعرض نفســه مــن خلال قصة درامية مبنيــة على الحقائق والشــخوص والوقائع، وهو هنا يعتمد أســالبي وفنونًًا أدبيــة وإعلامية مختلفة كي يوص ِِّل رســالته، خلافًًا للبحث الأكاديمي الذي يظل محكومًًا بالموضوعية وبصرامة الخطوات المنهجية وبالتعبير الموضوعي. إذن، نلاحــظ أن الاختلافــات بيــن البحث العلمي والعمل الصحفي الاســتقصائي يصن غالبًًا ما تكون اختلافات شــكلية، أو شــكلانية، تتصل بطريقة عرض العمل الر ولا تمس الإجراءات المبذولة في تحقيق النتائج. . فجوات علمية في نماذج من الأعمال الاستقصائية 2 نمــوذج من الصحافة الاســتقصائية الأجنبية: تحقيقات جوديــث ميلر، في صحفية ). وكانت ميلر حصلت 39 ، حول أسلحة الدمار الشامل في العراق( " نيويورك تايمز " ، 2002 الأميركية الرفيعة في مجال الصحافــة. ففي نهاية عام " بولتــزر " علــى جائزة وطوال العام التالي -كما ذُُكِِر آنفًًا- كتبت الصح يفة الاســتقصائية سلســلة تقارير في حول مزاعم وجود أسلحة كيماوية وبيولوجية، واحتمال وجود مواد " نيويورك تايمز " نووية في العراق، غير أن المعطيات اللاحقة كشفت زيف المعلومات التي استندت إليها في فرضية وجود أسلحة الدمار الشامل. مـ ًا أن فرق التفتيش الدولية والأميركية، وغيرها من الفرق التي عملت � وأصبــح معلو في العراق، فشلت في إثبات أي دليل أو مؤشر على وجود مثل تلك الأسلحة. ومن خلال البحث والتََّحقُُّق، الذي قادته الصحف ووسائل الإعلام الأميركية، تبيََّن أن ميلر اعتمدت على مصادر غير موثوقة، وانطلت عليها تقارير الاستخبارات المُُفََبْْرََكََة. وهذا يعني أن البيت الأبيض والبنتاغون أســهما في هذه الفََبْْرََكََات عن ســبق إصرار لتبرير غزو العراق، وشارك في ذلك أيض ًًا رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، وهو ما يعني أن هذه الجهات تتحمل المسؤولية الرئيسية في هذا الاتجاه؛ إذ اسْْتََخْْدََمََت ميلــر منصــة لتبييض فََبْْرََكََاتِِها، وكان بعضها يقوم بتمرير معلومات ســرية إلى ميلر،
Made with FlippingBook Online newsletter