95 |
فيما يجري لاحقًًا الاســتناد إلى تقاريرها الصح يفة في تأكيد فرضية أســلحة الدمار الشامل. وقد ادََّعت ميلر بعد توجيه الاتهامات لها أنها كانت ضحية تضليل كبيرة من المسؤولين الرسميين، غير أن هذا لا يُُع يفها من الخطأ؛ لأن الصحفي مطالب بالتََّحقُُّق من مصادر أولية والحصول على أدلة لا يعتريها الشك، وهو ما لم تََقُُم به ميلر. لكن العقل الأميركي العميق رأى أنه لابد من إغلاق هذا الملف، فأخذ الإعلام الأميركي ومؤسســة الرئاســة والمجتمع في البحث عن كبش فداء يمكن التضحية به لتطهير الباقين كي تستمر الحياة في شكلها الطبيعي، وهكذا كانت ميلر الحلقة الأضعف. ): تحقيقات جوديث ميلر عن أسلحة الدمار الشامل في العراق نموذج 1 صورة ( ) 40 لتهاون الصحافة الاستقصائية الأجنبية في اعتماد المنهجية العلمية(
يكمن الخطأ المهني الذي وقعت فيه ميلر، سواء أكان عن قصد أو عن غير قصد، في اعتمادها على تسريبات المخابرات الأميركية، والبنتاغون، ثم معلومات وردت إليها عبر أحمد الشلبي، المعارض السياسي لنظام الرئيس العراقي الأسبق، صدام حسين. وكانت هذه الجهات معنية بإيجاد مبررات وأسباب لغزو العراق، وتحرص على ذلك باستخدام جميع السبل والوسائل للتخلص من صدام حسين من أجل تحقيق مصالح أميركية وإسرائيلية، وأخرى تتعلق بمصالح فئات عراقية داخلية معارضة.
Made with FlippingBook Online newsletter