كتاب الجزيرة 25

رحلة أخرى إلى بلد الأحجيات

بدأنا المقابلة، وكانت المفاجأة عندما فض «باك» الجلسة بعد السؤال الرابع، ولم يأبه برجائي له بالاستمرار حتى نتمكن من تحرير حلقة دقيقة على الأقل.أصبت بنوع من الإحباط، واتصلت 24 مدتها بالدوحة متحدثا إلى رئيس قسم المراسلين وأخبرته بما لدي، فأرشدني للتواصل مع منتج البرنامج لترتيب الأمر معه، وأرسل المقابلة. علمت من المنتج أن المادة غير صالحة للعرض في برنامجه، وقال لي إنها ستعرض كمقاطع في نشرات الأخبار. إلا أن رئيس القسم أصر على عرض اللقاء كاملا. شعور رائع عندما تعلم أن أحدهم من موقع المسؤولية يفكر بحكمة ويشعر بأحاسيس من يعملون تحت إشرافه في أجمل طريقة تقدر فيها المؤسسة جهود مراسليها. في بلد مثل كوريا الشمالية يلمس المراسل قسوة العمل الصحفي، غير أن الفرصة تجعل المرء أمام تجربة تحثه على ردة الفعل السريعة تجاه الحدث في الزمان والمكان المناسبين. في اليوم التالي، عدت إلى بيجين، وبقيت صورة مراسل الجزيرة على شاشتها داخل “برومو” ترويجي لأكثر من شهر تسجل إنجازا فريدا للقناة.

ثم أخبرني أنه على استعداد لمرافقتنا في جولة نتنقل خلالها بين شوارع العاصمة وإجراء مقابلات مع العامة. في اليوم التالي، نزلنا من السيارات على جانب أحد الشوارع، وكان حولنا أناس منهمكون في أعمالهم. ولخوفي من تجاوز المحظور، سألت “باك” إن كان باستطاعتي أخذ صورة مع مُسنّ مر بجانبنا، فرد بالإيجاب. بابتسامة وبلغة الإشارة، ألقيت على ذلك الرجل العجوز السلام وأوصلت المعلومة له بأنني سأكون سعيدا جدا لو وافق على التقاط صورة معه. هز رأسه كناية عن الرضى، والتقطنا الصورة، وتابع مسيره بعد ذلك. فجأة لفت “باك” انتباهي إلى أن هناك زفة لعرس، وسألني إن كنت مهتما بتصوير الحدث. فأجبته بأنني مهتم جدا. وصل العروسان، وقمنا بنقل الزفة عبر تقرير مصور. لكننا لم نتبع الناس إلى صالة الفرح، احتراما لخصوصيتهم واكتفينا بما أنجزناه خارج الصالة. ، وهو اليوم الأخير 2017 إبريل 17 , في التاسعة من صباح اليوم التالي من أيام تغطيتنا الإخبارية في ذلك البلد، وأثناء استقبالنا من طرف تشين هون تشول، نائب وزير الخارجية عند بوابة الفندق، أبدى نائب الوزير سعادة بلقائنا ووجه دعوة لوفد إداري من شبكتنا الإعلامية لزيارة بيونغ يانغ.

123

122

Made with FlippingBook Online newsletter