كتاب الجزيرة 25

الغداء الأخير

كامل، ومن الصعوبات كذلك أن الكثير من الشخصيات التي كانت شاهدة على تلك الحقبة التاريخية إما توفيت أو أنها تتهرب من الحديث لأي وسيلة إعلام، ومع ذلك استطاع الفيلم أن يقدم سردية موثقة لقضية أُريد لها أن تُنسى. لقد أثبت الفيلم أن الجزيرة تقوم بدور متميز في حفظ الذاكرة التاريخية وتوثيق الحقيقة التي تساعد الأجيال على التعلم من الأحداث والاستفادة من الدروس الكامنة في هذا النوع من الملفات الشائكة.

من أهم الرسائل التي رسخها الفيلم أن الحقيقة مهما كانت قوة من يريد إخفاءها، تظهر ولو بعد حين، وأن التاريخ ليس من السهل تزويره فقد انتصر الفيلم لقضية اعتقد مرتكبوها أنها أصبحت في طي النسيان. وهنا تأتي أهمية الأعمال الاستقصائية التي تشكل مصدر إزعاج لكل منتهك لحقوق الإنسان، وكذلك تساهم في الانتصار المعنوي والأخلاقي للضحايا، وفي بعض الحالات يمكن أن يكون هذا الانتصار المعنوي مقدمة لانتصار قضائي. واجهتنا العديد من المصاعب والتحديات في كل مراحل إنتاج الفيلم، لكن كان أبرزها البحث عن ملف تم العمل الممنهج على إخفاء كل التفاصيل المتعلقة به، ولذلك أخذ منا البحث ما يقرب من عام

الأخير» وفي رده على موجة النقد التي أحدثها الفيلم قال: «من يستعيد مشاهدة الفيلم بهدوء وليس بعجلة سيجد إجابات على أسئلة كثيرة؛ صحيح أن معظمها موجود في الشارع لكن حسنة البرنامج الاستقصائي الذي بذل فيه جهد كبير أنه أشار إلى تفاصيل التفاصيل، ولعبت الرسوم دورا في التوضيح، وأهم ما فيه كبرنامج أنه أعاد الجريمة إلى الواجهة». وفي الوقت الذي لاقى الفيلم قبولاً وترحيبا من قبل شريحة واسعة من المهتمين والمتابعين، فقد أحدث كذلك موجة من النقد الشديد خاصة، من أنصار على عبد الله صالح في داخل اليمن وخارجه.

155

154

Made with FlippingBook Online newsletter