كتاب الجزيرة 25

ليلة دامية في البرلمان

ما زالت إجراءات المحاكمة جارية حتى كتابة هذا النص ضد من وقفوا وراء التخطيط للهجوم على البرلمان، ومسئولين رفيعي المستوى بحزب «منظمة الداخلية المقدونية الثورية - الحزب الديمقراطي للوحدة الوطنية المقدونية»، ومن بينهم رئيس الوزراء السابق نيكولا غروفيسكي. ، ها أنا أقدم تقريراً في بث مباشر 2021 من شهر إبريل عام 25 في من خارج مقر البرلمان. يتظاهر خلفي نحو عشرة آلاف شخص يطالبون بالإفراج عمن تمت إدانتهم قبل أربع سنوات في اقتحام المقر الصحفي لمبنى البرلمان، رمز الديمقراطية في مقدونيا. إنه المكان الذي كان بالإمكان أن أفقد فيه كل شيء، بما في ذلك حياتي.

رجال الشرطة رفضوا عن عمد الانصياع للأوامر الصادرة لهم، بعد أن تبين أن أحداث ذلك اليوم، الذي أُطلق عليه في مقدونيا «الخميس الدامي»، كانت مدبرة. لكن محكمة العاصمة سكوبيه رفضت مؤخراً دعاوى التعويض المقدمة من الصحفيين بحجة أنها تفتقر إلى الأدلة الدامغة.

تم إجلاء الصحفيين إلى مكان آخر، وانتهزت الفرصة لنقل بث حي آخر لما يجري: رئيس الوزراء الجديد، رغم إصابته، انضم إلى عضو معارض له ليضمنا خروجنا بسلام. كانت الشرطة وزملاء آخرون في انتظارنا بالخارج. ساعتها رن هاتفي، وكان زميل لي من الجزيرة الإنجليزية يطلب بثاً حياً من عين المكان. وكان ذلك. اليوم لا أدري بالضبط كم دامت هذه المحنة، ولكن يمكنني القول ببساطة إنها كانت أطول ليلة في حياتي. شخصاً تجاوزت 16 جرت المحاكمة، وصدرت أحكام بالسجن على عام، من بينهم ضباط كبار، وبعض أفراد الأمن بالبرلمان 200 مدتها إضافةً إلى مثيري الشغب من المتظاهرين. أثبتت المحكمة أن بعض

اتصل رئيس تحرير الأخبار بهاتفي وطلب مني وصف ما يجري حولي، بدأت في نقل الخبر ليكون بثاً مباشراً للمشهد: إصابات بين أعضاء البرلمان والزملاء الصحفيين. الدماء في كل مكان. أصبح الغموض سيد المشهد. بعدها قام أحد الحراس بنقل جميع الصحفيين والمراسلين إلى غرفة أخرى مظلمة. وأمرنا بعدم تشغيل إضاءة الغرفة أو استخدام هواتفنا. لم يكن أمامي سوى مواصلة البث الحي ولكن بصوت هامس وفي ظلام دامس. هل اقتحمت القوات الخاصة المبنى؟ هل استخدمت قنابل الغاز لتفريق مثيري الشغب؟ أسئلة كثيرة دارت برأسي.

231

230

Made with FlippingBook Online newsletter