كتاب الجزيرة 25

الجزيرة وموراليس

ساعات على احتجازنا 9 افترشت الأرض مع بقية الزملاء. مع مرور داخل المطار، تعرفت إلى زملاء من تلفزيونٍ برازيلي استطاعوا تأمين سيارةٍ من داخل المدينة لتغامر بنا وندخل المدينة عند الفجر. وبالفعل دخلنا، كان الطريق موحشا ومعظم المسالك مقطوعة، وبعض الشوارع يهاجم فيها المحتجون السيارات المارّة بالحجارة، حيث اضطررنا حينها لخفض رؤوسنا، ثم بالفعل وصلنا. ساعات قليلة وخرجت في النشرات الصباحية من أمام إحدى نقاط الحراسة التي أنشأها السكان لحماية أحيائهم وسط المدينة، وغطينا حينها لجوء الرئيس البوليفي إلى المكسيك.

الجزيرة وموراليس مراسل الجزيرة في البرازيل | حسّان مسعود

سريعاً هممت بالخروج من المطار، ولاحظت عشرات الأشخاص يفترشون الأرض في صالة الانتظار. لم أكترث كثيراً، ركبت أول سيارة أجرة وطلبت من السائق أن يمضي إلى منطقة قريبة نوعاً ما من الأحداث، تلعثم واستغرب لكني وعدته بمبلغٍ إضافي. ما إن خرجنا من بوابة المطار، حتى حاصرتنا مجموعاتٌ من المحتجين الغاضبين. فتحوا باب السيارة وأنزلوني منها وأخذوا أغراضي بعيداً وبدأوا بالعبث بها. سألتهم ما يريدون فرددوا غاضبين أنهم لن يسمحوا للأجانب بالدخول. اشتد غضبهم وحاول بعضهم الاعتداء علي وكان يمنع بعضهم البعض الآخر، فبدأت أردد بأني صحفي من قناة الجزيرة، وأنني لا أريد إلا نقل الحقيقة. ووسط الضجيج والصخب تعرف أحدهم إلى اسم القناة، واستأذن زعيمتهم، وأذكر أنها كانت سيدة من السكان الأصليين، بأن يسمحوا لي بالعودة إلى المطار فقط. وعلى مضض وافَقت المرأة، جمعت أغراضي، وعدت مع سائق الأجرة إلى ساحة المطار، وخرجت في أول رسالةٍ مباشرةٍ على شاشة الجزيرة كمراسلٍ لها في قارة أمريكا الجنوبية، شرحت الوقائع وعدت إلى المطار.

، كنت عائداً بالطائرة إلى البرازيل 2019 في العاشر من نوفمبر من عام لتغطية اجتماعات قمّة البريكس المرتقبة في العاصمة برازيليا. خلل في جهاز الإنترنت منعني من التقاط الإشارة خلال رحلتي التي ساعة. وفور وصولي مطار ساوباولو بدأت الرسائل 13 استمرت والأخبار العاجلة تنهال على هاتفي، وتوسطها اتصال من إدارة قسم المراسلين في قناة الجزيرة، أبلغني بضرورة التوجه إلى بوليفيا على متن أول رحلة، فالحدث كبير. استقالة تحت ضغط الجيش لأول رئيس من السكان الأصليين في قارة أمريكا اللاتينية، الرئيس البوليفي، إيفو موراليس. خلال دقائق رتّبت للرحلة بالتواصل مع الزملاء في الدوحة وانطلقت إلى بلدٍ أزوره لأول مرّة وهو في أعقد ظروفه. بعد رحلةٍ طويلةٍ من ساوباولو مروراً بسانتاكروز، وصلت الطائرة إلى العاصمة البوليفية «لاباز». بدت الصورة من الطائرة وكأنها مشهد من مشاهد فيلم «لا مهرب» للمخرج جون اريك دودل، أعمدة الدخان تتصاعد من شوارع المدينة، وتجمعات شعبية لم تكن واضحةً كثيراً في محيط المطار، وأجواءٌ من الفوضى. هبطت الطائرة بصعوبة، وهرعت إلى أول متجر اتصالات في المطار وابتعت شرائح للإنترنت. طلب الزملاء منّي بثاً مباشراً عند أول نشرة.

327

326

Made with FlippingBook Online newsletter