كتاب الجزيرة 25

التجربة الوثائقية

لقناة الجزيرة الوثائقية تجربة رائدة، ليس فقط في مجال الأفلام الوثائقية، بل كمشروع ثقافي ضخم تكاملت عناصره ليجعل القناة علامة فارقة في تاريخ الإعلام والثقافة العربية.

المجال الإبداعي الرحب. هكذا عمل فريق الوثائقية على إطلاق أول قناة وثائقية عربية تحوي كل أنواع المدارس الفنية للفيلم الوثائقي، بحيث تقدم أفلاما وثائقية عربية بجودة عالمية. من هنا بدأ العمل على زوايا المثلث الثلاث: الجمهور، وصناع الأفلام، وفريق العمل. فلإقناع الجمهور بالعودة لمشاهدة أفلام وثائقية مختلفة ومميزة عما عهدها، كان لا بد من العمل على اتساع رقعة المحتوى المعروض على الشاشة رأسيا وأفقيا. رأسيا تعني إيجاد زخم وتنوع من الأفلام لا تسيطر عليه نوعية واحدة أو لون واحد. أما أفقيا فتعني التمدد الجغرافي الكبير لتغطية المدارس السينمائية كافة، فضلا عن التنوع الجغرافي والثقافي الذي ركزت عليه شاشة الوثائقية منذ يومها الأول، لتكون منبرا ثقافيا مميزا ومنحازا إلى الإنسان. ترجمت القناة ذلك في أفلامها ذات البعد الثقافي الثابت عوضا عن الآني المتغير، حيث ابتعدت القناة عن أفلام الأحداث الجارية وركزت على كل ما يجمع الإنسان العربي ويعبر عن تنوعه. هذا ما وضع الجزيرة الوثائقية في مكانة مميزة وسط الساحة الإعلامية والثقافية العربية، متجاوزة كل المساحات الضيقة، فبرزت كمشروع ثقافي عربي جامع يشكل قوة ناعمة مؤثرة ومختلفة داخل شبكة الجزيرة. يمكنني القول إن حصاد هذه التجربة الفريدة يتمثل اليوم في تملك عنوان وثائقي، فضلا عن شراء 2500 كنوز وثائقية عربية تصل لنحو وعرض آلاف الساعات من أنحاء العالم، ما يجعل التجربة الوثائقية

35

34

Made with FlippingBook Online newsletter