كتاب الجزيرة 25

حكاية الوثائقية وصورتها

لم يكن علي، الفتى الصومالي المعتقل في مركز للاجئين بأوكرانيا، يتوقّع أن تنتهي قصّته نهاية سعيدة بعد أن خاض أهوالا كثيرة وهو يحاول الخروج من بلده الصومال باحثا عن بلد يستطيع أن يبني فيه مستقبلا أكثر إشراقا لتنقطع به السّبل ويمضي فترة طويلة في مركز للاجئين لا يقلّ سوءًا عن وضعه الذي هرب منه. كانت المخرجة الإسبانية باولا بالاسيوس قد تعرّفت إلى علي، الفتى الذي لم يتجاوز عمره الثالثة عشرة، بعد خروجه من بلده الأم. تعاطفت معه ودرّبته ليستطيع أن يصوّر قصّته بنفسه قبل أن تقترح على قناة الجزيرة الوثائقيّة أن تنتج فيلما خاصا يوثّق رحلته. وهو ما كان فعلا. أنتجت الوثائقيّة فيلم «علي وحلم اللجوء» في ثلاثة أجزاء، صورت خلال سبع سنوات، انتقل فيها علي من بلد إلى آخر عبر طرق تهريب أوصلته إلى أوكرانيا، حيث كاد أن ينتهي حلمه وبقي ثلاث سنوات يجتهد في أن يجد مخرجا آخر. لم تكتف القناة بتوثيق هذه القصة، بل سعت من خلال المخرجة في الحصول 2013 باولا إلى تقديم المعونة لهذا الفتى حتى نجح في على موافقة للسفر بشكل قانوني إلى الولايات المتحدة الأمريكية كجزء من برنامج إعادة التوطين التابع للأمم المتحدة. هو يعيش الآن في ولاية ميشيغان ويستعدّ للحصول على أوّل وظيفة له سائقا في شركة أوبر.

حكاية الوثائقية وصورتها مدير التخطيطفي قناة الجزيرة الوثائقية | عادل كسيكسي

383

382

Made with FlippingBook Online newsletter