كتاب الجزيرة 25

الجزيرة.. جامعة الفُرقاء

الجزيرة.. جامعة الفُرقاء جامعة كامبريدج | الدكتورة ا روكسان فارمانفارمايان

ورغم حرارة الجو في شهر رمضان، عقدنا العزم على وضع خطة لإطلاق مشروع طموح: مركز بحوث لشؤون الإعلام بالشرق الأوسط في جامعة كامبريدج تحت مظلة مركز دراسات العلاقات الدولية ) الذي توليت C IR MENA( لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إدارته في قسم العلوم السياسية في إدارة الدراسات الدولية والعلوم السياسية بالجامعة. شراكة بين صرحْ كبيريْن، لا يختلفان كثيراً في رسالتهما وهدفهما: كامبريدج التي هي من أقدم المؤسسات التعليمية في العالم، وشبكة إعلامية وُلدت شامخة لتتبوأ الصدارة وسط تلاطم تيارات البث لعمالقة صناعة الأخبار في العالم. بدأنا ببحث آثار ثورات الربيع العربي التي بدأت في تونس، بعقد مؤتمر وورش عمل تحت مسمى «الإعلام في مرحلة الانتقال السياسي» في كل من الدوحة وكامبريدج. تمكنا من خلالها من تصميم برنامج بحوث رائد وفريد. الجزيرة هي الشبكة الإعلامية العربية الأولى، والوحيدة حتى الآن، التي تقوم بتمويل البحوث المستقلة في الجامعات دون أي شروط. ومن خلال المشروع الإعلامي المشترك، حققنا عدداً من الإنجازات البارزة، منها ضم أول زميل ما بعد الدكتوراة للجزيرة في قسم الدراسات الدولية والعلوم السياسية، د. علي صوناي. كما أنتجنا ثلاثة أعداد من الجريدة الأكاديمية الخاصة حول الإعلام في مرحلة الانتقال السياسي في تونس والمغرب وتركيا.

المتحدث الرسمي لحزب الله اللبناني، مسؤول سعودي وآخر إيراني في مشهد فريد. فرصة نادرة وغير مسبوقة للدخول في حوار وإن اختلفت الرؤى والتوجهات. عرفني محمد ناناباي خلال المؤتمر إلى الدكتور صلاح الدين الزين، مدير مركز الجزيرة للدراسات آنذاك، والذي أصبح بعد ذلك زميلا مقرباً، ثم شريكاً في مشروع فريد لربط شبكة الجزيرة بجامعة كامبريدج. بدعوته لي لزيارة المركز 2014 بدأ التعاون بين الجانبين منتصف عام والمشاركة بصفة زميل زائر. عملنا معاً على إصدار النشرة الخاصة بالمركز باللغة الإنجليزية على الموقع الإلكتروني، ثم ربط الموقع بالأخبار التي تصدر من قناتي الجزيرة الإخبارية الناطقة باللغة العربية والجزيرة الإنجليزية.

كان لقائي الأول بالجزيرة هادئاً وغير متوقع، فقد كنت أعمل على محاضرة عن الشرق الأوسط في قسم العلوم السياسية بجامعة كامبريدج. وكنت أتحدث مع أحد طلابي الذين كنت أشرف على رسائلهم، يسمى: محمد ناناباي، وكان حينها يعمل في الجزيرة. جاءني محمد بفكرة تصميم وإدارة محتوىً رقمي للجزيرة، والذي بات بعد ذلك أحد أهم الأذرع الإخبارية لشبكة الجزيرة الإعلامية: وهو الموقع الإنجليزي (الجزيرة كوم). كانت تظهر على محمد علامات النبوغ والحماسة والمهنية الرفيعة رغم هدوئه الشديد. التحق محمد ببرنامج الماجستير في العلاقات الدولية، ليصبح بعد ذلك همزة الوصل بيني وبين الجزيرة والتي تحولت فيما بعد إلى شراكة فعلية جسدت قيم الأخلاق الصحافية، والرؤية والرسالة النبيلة لهذه المهنة. في منتصف العام الدراسي، دعاني محمد لزيارة الدوحة لحضور منتدى الجزيرة. كانت هذه أول مرة أزور فيها منطقة الخليج، وكانت الدوحة رغم جمالها مدينة أصغر نسبياً مما هي عليه الآن. جمع المنتدى الخصوم السياسيين على صعيد واحد تحت قبة شيراتون الدوحة بصورة لم أشهدها من قبل في حياتي – أحد عملاء وكالة الاستخبارات الأمريكية في أفغانستان جنباً إلى جنب مع

401

400

Made with FlippingBook Online newsletter