كتاب الجزيرة 25

في الجزيرة «اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية»

يعود الفضل في ذلك للجزيرة، لاسيما في استوديو الجزيرة في واشنطن حيث تغمرنا أجواء المهنية وروح الأسرة الواحدة حتى بعيداً عن عدسات الكاميرا. يحرص كافة العاملين في المكان على الخروج ببرنامج يليق بسمعة شبكة الجزيرة ويعكس رسالتها. والأهم من ذلك، أنهم لا يحتكرون القرار داخل الاستوديو، ليشيعوا بذلك جواً من الديمقراطية. ولهذه الأسباب وغيرها، تواصل الجزيرة تعزيز مكانتها الرائدة في عالم الصحافة والإعلام، وتواصل كسب عقول وقلوب الجماهير بما تقدمه من محتوىً مهني موضوعي وذي مصداقية.

في الجزيرة «اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية» عضو مجلس النواب الجمهوري السابق | جاك كينغستون

وعلى النقيض من ذلك، نجد أن الجزيرة وطريقة عملها تسمح بطرح «الرأي والرأي الآخر» بكل حياد وموضوعية. ومهما كانت صعوبة القضية المطروحة للنقاش، سواء داخل الولايات المتحدة، أو في شؤون الشرق الأوسط، أو الصين أو غيرها من دول العالم، نجد فضاءً واسعاً في الجزيرة لعرض كل وجهات النظر مهما تباينت. ويتضح ذلك جلياً عند طرح وتحليل شؤون العراق أو سوريا أو إيران. ولا تقدّر الجزيرة أهمية هذا الطرح فحسب، بل تتيح ضمن فضائها جواً للنقاش الإيجابي والطرح الموضوعي بعيداً عن السجال أو السفسطة. وبهذا باتت الجزيرة اليوم قادرة على طرح القضايا للنقاش بروية تامة وعمقٍ تحليلي كبير. يفتح أمام الضيوف المجال لتبادل الأفكار والآراء بدلاً من المشاحنة والصراخ الذي لا يفيد. وغالباً وبعد مشاركتي في برنامج (إنسايد ستوري) للجزيرة الإنجليزية، أواصل نفس الروح الإيجابية بعيداً عن كاميرا الجزيرة في النقاش مع أصدقائي بكل هدوء وبعيداً عن أي عدائية.

على مدى سنوات تشرفت بالمشاركة في عدد من البرامج التي تبثها الجزيرة، مع اتساع نطاق الموضوعات المثارة في تلك البرامج، وتنوع الضيوف والمتحدثين وتباين آرائهم. وبصفتي محللا وخبيرا دائم الظهور في البرامج الحوارية على مختلف قنوات التلفزة والشبكات الإعلامية، يمكنني أن أؤكد أن الجزيرة بطواقم عملها تتمتع بالقدرة على الغوص في عمق التفاصيل وسبر أغوار القضايا وتحليلها بصورة أعمق مقارنة بنظيراتها في عالم الصحافة والإعلام. الأهم من ذلك هو أن مذيعي الجزيرة ومحرريها يتمتعون بمهارة الطرح، ويمنحون الفرصة للضيف لعرض وجهة نظره بشكلٍ وافٍ، مع القدرة على المداخلة في الوقت المناسب للوصول إلى الحقيقة وإعطاء القضية المطروحة حقها من الشرح والتحليل رغم تباين آراء الضيوف. ويتحلى مذيعو الجزيرة ومراسلوها بالكياسة والفطنة والذوق سواء اتفقوا مع ضيفهم في الرأي أو خالفوه. غالباً ما تشهد القضايا -لاسيما السياسية- استقطاباً واضحاً في الآراء والخيارات. بمعنى أن غالبية محطات التلفزة والقنوات الإخبارية تتبنى موقفاً بعينه دون الآخر.

405

404

Made with FlippingBook Online newsletter