كتاب الجزيرة 25

ثلاثة وعشرون عاماً فوق السحاب

خلالها النشرة الجوية دون أي نص مكتوب، فما الذي حدث لك!». تعززت ثقتي بذاتي وبعملي وأصررت على أن الخطأ الذي يحدث الآن ليس من ضعف إعدادي أو أدائي بل هناك خطأ تقني ما في الجهاز، وطلبت فحصه من قبل الفنيين. فعلا وجدوا أن هناك تحديثا للمعلومات أرسل قبل تسجيلي بثوان. هنا رجعت ثقتي 1997 أكثر بذاتي وبعملي، وقدمت أول نشرة طقس مباشرة في يناير ولاقت استحسان الجميع».

ثلاثة وعشرون عاماً فوق السحاب مذيع في قناة الجزيرة الإخبارية | خالد صالح

يجيزك مذيعا للنشرة الجوية بمعايير واحترافية القناة، أو أن تكون تجربة تدريب لك على أجهزة وتقنية جديدة». يصعب وصف مشاعري في تلك اللحظة، فما بين فرح غامر وكلمات محفزة تخلق التحدي وتعطي الدوافع القوية لاجتياز التدريب والاختبار وتحقيق الذات، وما بين خوف شديد لخوض تجربة جديدة قد تكون صعبة وغير موفقة. كانت الرغبة الداخلية في العمل بالقناة أقوى من أي مشاعر وكلمات أخرى، وظلت عبارات التشجيع والثقة التي لمستها من المدير العام تتردد في مسمعي طوال فترة التدريب لتزيدني ثقة وتحفزني أكثر للنجاح. ما زلت أتذكر أول تسجيل وظهور على الشاشة، فقد تعرضت حينها لموقف لا ينسى، فعند أول تسجيل، وبينما كنت أقرأ النص الذي قمت بإعداده مع شرحه على الخريطة، كانت المعلومات على الشاشة مختلفة، ورغم أنني أعدت التسجيل عدة مرات لكن في كل مرة كانت المعلومات غير صحيحة. لم يعرف مصدر الخلل، فينتابني القلق وعدم الثقة المؤقت، فالجهاز جديد، ولم يحدث له أي خلل وبات الأمر وكأنه خطأ فردي مني أو بسبب خلل في الإعداد وعدم تمكني من الأداء المتوقع. لكنني للحظات استجمعت ثقتي وقلت: «خالد أنت تملك خبرة سنوات من العمل في تلفزيون قطر، قدمت

ثلاثة وعشرون عاما شرفت خلالها أن أكون ضمن نخبة من الإعلاميين والتقنيين والإداريين المتميزين من مختلف أنحاء العالم، كل منهم مرجع في مجاله وتخصصه، انضموا للعمل في صرح إعلامي كسر قواعد الإعلام العربي التقليدية، وقدم صورة جديدة له. شرف عظيم أن تكون ضمن مجموعة ساهمت في بناء قناة إخبارية تقدم نموذجا ومفهوماً جديداً للإعلام الاحترافي في الوطن العربي، يلتزم بمعايير إعلامية واحترافية أساسها الدقة، والمصداقية، والآنية، والأهمية تحت شعار «الرأي والرأي الأخر». ما زلت أتذكر اتصال السيد محمد جاسم العلي، مدير قناة الجزيرة آنذاك، وأحد الشخصيات الإعلامية المتميزة التي ساهمت في نجاح القناة وشهرتها، عندما دعاني إلى لقائه في مكتبه في القناة. بعد الاتصال انتابني شعور غامر بالسعادة وحديث النفس بأن هذه الفرصة هي نقطة التحول الجديدة في حياتي. وفعلا كان أحد أهم اللقاءات في حياتي المهنية، خصوصا عندما أثنى على عملي وأدائي مذيعا للنشرة الجوية في تلفزيون قطر، وطلب مني أن أبدأ التدرب والإعداد للنشرات الجوية في القناة، قائلا: «أمامك أسبوعان فقط للتدريب، ومن ثم عمل الاختبار النهائي الذي إما

87

86

Made with FlippingBook Online newsletter