العدد 22– مايو - ايار 2024

105 |

مقدمة تتأثر العالقات بين الدول بما يجري من متغيرات إقليمية أو دولية، وقد يختلف هذا التأثير وفًقًا لشــكل المتغيرات وتأثيرها على الوحدات الدولية، وكذلك يتوقف على درجة تفاعل أطرف العالقة مع المتغيرات، ومثلما تدفع المتغيرات بعض الدول إلى زيادة التنسيق والتعاون من أجل مواجهة المخاطر الناتجة عنها، فإنها أي ًضًا ربما تؤدي إلى خالف وتوتر بين الدول، وهذا يسري على العالقات األميركية-السعودية، السيما فــي واليــة الرئيس بايدن من خالل دخول العالقات في مراحل ومســارات مختلفة ا عن أنها اقترنت مع تراوحت بين التنســيق والتعاون وبين االختالف والتوتر، فضاًل انتقال الرئاســة األميركية من الحزب الجمهوري إلــى الديمقراطي مما جعل آثارها واضحــة على السياســة الخارجية األميركية نتيجة تأثير مبــادئ وتعاليم الحزب في ا عن طريقة تفاعل الطرفين مع األحداث واألزمات الدولية. شــخصية الرئيس، فضاًل وســوف نحــاول في هذا البحث معرفة أثر المتغيــرات اإلقليمية على العالقات بين البلدين من خالل دورها في رســم مســار جديد لهذه العالقات من عدمه، أو ما إذا كانت سبًبًا في التأثير على صياغة األهداف والمبادئ اإلستراتيجية للسياسة الخارجية لدولة معينة أم لكلتا الدولتين. تحاول هذه الدراسة دراسة المتغيرات اإلقليمية في المجاالت السياسية واالقتصادية واألمنية، وطريقة تفاعل صانعي القرار في الدولتين مع األزمات والمتغيرات اإلقليمية، ا عن أبرز المتغيرات اإلقليمية التي أسهمت أكثر من غيرها في التأثير على شكل فضا ًل العالقــة بين البلدين وطبيعتها. فهل كان للمتغيرات اإلقليمية وطريقة تفاعل صانعي أثر على مسار العالقات األميركية-السعودية؟ 2021 القرار معها منذ عام تفترض الدراســة أن المتغيرات اإلقليمية وطريقة تفاعل صانعي القرار معها أســهمتا بشــكل كبير في التأثير على شــكل وطبيعة العالقات األميركية-الســعودية وامتدت آثارهما إلى األهداف والمبادئ اإلستراتيجية للسياسة الخارجية. ا : التطور التاريخي للعالقات األميركية-السعودية أوا ًل قبل التطرق إلى المتغيرات اإلقليمية وتأثيرها في العالقة بين البلدين البد من إعطاء باعتراف الواليات 1933 لمحــة عــن تاريخ عالقتهما. بدأت عالقة البلدين في بداية

Made with FlippingBook Online newsletter