العدد 22– مايو - ايار 2024

115 |

كان المتغير األبرز في العالقات الســعودية-األميركية هو ســعي الواليات المتحدة األميركية إلى أن تطبع الســعودية عالقاتها مع إســرائيل؛ فكثفت جهودها قبل نهاية والية ترامب إلنهاء المقاطعة العربية إلسرائيل فكان لها ما أرادت، فأقدمت اإلمارات والبحرين والمغرب وُعُمان والســودان على تطبيع عالقاتها مع إســرائيل مقابل قيام الواليات المتحدة األميركية بتقديم امتيازات وضمانات اقتصادية وأمنية وسياسية لهذه الــدول. ولما تولت إدارة بايدن الحكم في الواليات المتحدة األميركية عملت على إكمال المهمة، باختيار هدف يكون له تأثير كبير على مســار إنهاء المقاطعة العربية ا عن إلسرائيل وهو السعودية التي لديها مكانة روحية لدى العرب والمسلمين فضاًل دورها في المنطقة العربية والعالم بســبب امتالكها أكبر احتياطي من النفط وإنتاجها العالمي، ويعد ذلك نجاًحًا كبيًرًا للواليات المتحدة من خالل تحقيقها هدفها األول .) 40 في المنطقة وهو ضمان أمن إسرائيل( ثالًثًا: انعكاس المتغيرات اإلقليمية على العالقات األميركية-السعودية ثـ َرت المتغيرات اإلقليمية التي أتينا على ذكرها في شــكل العالقات بين الواليات � أ المتحــدة األميركية والســعودية. ويعد رفض بايدن اســتقبال محمد بن ســلمان أو ا عن رفضه أي شــكل من أشــكال التعامل التعامل معه من أول بوادر التغيير، فضاًل أو االتصال المباشــر به بما في ذلك إجراء المكالمات الهاتفية معه، وهذا ما أكدته ، فأوردت بعض المعلومات من 2021 في تقرير صادر في " واشنطن بوست " صحيفة برقية سرية مسربة لولي العهد السعودي، تتحدث عن حظر أميركي على استقباله أو ا عن التعامل معه، وتذكر الوثيقة ضرورة استخدام ملف االستثمارات السعودية فضاًل أصدقاء السعودية في الواليات المتحدة األميركية إلنهاء القيود المفروضة على ولي .) 41 العهد السعودي وإنهاء األزمة برمتها( ربما كانت السعودية في تلك الفترة تنتظر اتضاح التوجهات الجديدة لإلدارة األميركية الجديــدة بصــورة أكبر، أو كانت في طور دراســة الخيارات المناســبة للتعامل مع التوجهات األميركية الجديدة، التي تضمنت قيامها برفع الحوثيين من قائمة اإلرهاب ا عن طريقة تعاملها مع الهجمات التي شَّنَها الحوثيون على المناطق األميركية ، فضاًل الحيوية في الســعودية السيما شركة أرامكو النفطية، والتي أزعجت السعودية كثيًرًا؛ إذ كانت الســعودية تعــد عالقتها بالواليات المتحدة عالقة إســتراتيجية، مبنية على

Made with FlippingBook Online newsletter