119 |
ويسري هذا األمر كذلك على العالقات السعودية-الصينية؛ إذ شهدت تطوًرًا كبيًرًا في مجاالت عدة، في مقدمتها المجاالن، السياســي واالقتصادي، فأصبحت الصين من اتفاقية إستراتيجية 2022 أكبر الشركاء االقتصاديين للسعودية ووَّقَعت معها في نهاية تضمنت مشاريع عدة، وتم توقيع االتفاقية أثناء زيارة الرئيس الصيني إلى السعودية، 2016 وتطورت العالقات بين البلدين منذ أن تم توقيع اتفاقية شراكة بين البلدين في في الجانب االقتصادي، لتتقدم بعدها العالقات وتصبح أعمق وتتخذ مساًرًا مختلًفًا ال يعتمد على الجانب االقتصادي فحسب، وكان ذلك واض ًحًا من المبادرة التي أطلقتها ، التي شهدت توتًرًا كبيًرًا وصل 2023 الصين لعودة العالقات السعودية-اإليرانية في إلى إنهاء العالقات وســحب البعثات الدبلوماسية بين البلدين على إثر مجموعة من .) 53 المتغيرات اإلقليمية( ا إلى نجحــت الجهود الصينية في تقريب وجهات النظر الســعودية-اإليرانية وصواًل توقيع اتفاقية لعودة التمثيل الدبلوماســي بين البلدين، ومناقشــة قضايا إقليمية أخرى تؤثر على العالقات الســعودية-اإليرانية، مثل األحداث في اليمن وســوريا. وجاءت تلك الخطوة لتبرهن على المســار الجديد الذي اتخذته الســعودية رًّدّا على سياســة ا يقوم على استخدام الطرق الدبلوماسية لمعالجة إدارة بايدن تجاهها، وتعد أي ًضًا بدياًل التوترات واألزمات في المنطقة التي تعد الواليات المتحدة األميركية المسؤول األول عن تفاقمها، ولم تف لحلفائها بما قطعته من وعود تتعلق بكبح نفوذ ونشــاط إيران في المنطقة، بل نجحت إيران بزيادة قوتها ونفوذها. ونتج عن االتفاق الموَّقَع بين الســعودية وإيران، الذي رعته الصين، عودة العالقات السعودية-السورية؛ إذ كان من بين بنوده إنهاء التوتر الذي تشهده العالقة بين البلدين على عودة البعثات الدبلوماســية بين البلدين، بعد 2023 من خالل االتفاق في نهاية اللقــاءات التي جمعت كبار قادة ومســؤولي البلدين، والتي توجت بحضور الرئيس ، 2023 الســوري القمة العربية الثانية والثالثين التي انعقدت في جدة، في مايو/أيار وكذلك حضوره القمة العربية اإلسالمية، في نوفمبر/تشرين الثاني، من العام نفسه، والخاصة بمناقشــة العدوان اإلســرائيلي على غزة، وهذا ما يؤكد أي ًضًا أن السعودية بدأت تتخذ مســاًرًا في عالقتها الخارجيــة بعيًدًا عن الضغوط والتوجهات األميركية .) 54 التي كانت تتأثر سابًقًا بها(
Made with FlippingBook Online newsletter