العدد 22– مايو - ايار 2024

121 |

خاتمة دخلت العالقات األميركية-الســعودية منذ تولي الرئيس بايدن السلطة مرحلة جديدة يغلب عليها طابع الخالف والتوتر، نتيجة مجموعة من الخطوات التي اتخذتها اإلدارة األميركية تجاه المملكة الســعودية، منها إيقاف الدعم األميركي للسعودية في حربها التــي كانــت تخوضها في اليمن، ورفع الحوثيين من قائمة اإلرهاب، ورفع الســرية عن تقرير للمخابرات األميركية يتضمن معلومات تتعلق بقتل اإلعالمي الســعودي، ا عن فشلها في التعامل مع المخاوف السعودية المتعلقة بإيران جمال خاشقجي، فضاًل وتحديًدًا برنامجها النووي وقوتها العسكرية ونفوذها المتنامي في المنطقة. وما ع َّمَق الفجــوة بين البلدين أي ًضًا هو التصريحات الصــادرة عن الرئيس بايدن أثناء الحملة االنتخابية وبعدها التي هاجم فيها السعودية ووعد بعزلها ومعاقبتها. لكن يبقى الســبب الجوهري الذي أســهم في توتر العالقات بين البلدين هو تجاهل الواليــات المتحدة الهجمات التي تعرضت لها مواقع حيوية في الســعودية على يد جماعة الحوثي، وعدم تعاملها مع الســعودية على أنها حليف ينبغي توفير الدعم له للتصدي للتحديات التي تواجهه. أســهمت السياسة األميركية تجاه السعودية، بشــكل كبير، في رسم مالمح للسياسة الســعودية تقوم على توجهات جديدة في تعاملها مع القضايا اإلقليمية والدولية، من خالل اتباع سياسة خارجية تقوم على االبتعاد عن سياسة المحاور والعداء اإلقليمي والدولي والتأسيس لمرحلة جديدة تقوم على وضع أسس متينة لبناء عالقات دولية وإقليمية تقوم على االحترام المتبادل وعدم التدخل في الشــؤون الداخلية، ومحاولة اعتمــاد آلية جديدة لمعالجة التحديات التي تواجهها الســعودية والمنطقة بوجه عام بعيــًدًا على الحلول بشــكل كبير التــي لم تجلب للمنطقة ســوء الفوضى والدمار، فاتجهت إلى تنمية التعاون والتنســيق والشــراكة مع الصين وروسيا واعتمدت على جهود هذه الدول من أجل تخفيف حدة التوتر مع إيران من خالل المبادرة الصينية والتي أثمرت أي ًضًا عودة العالقات السعودية-السورية. وجاءت بعدها المبادرة األميركية الهادفة إلى تطبيع العالقات الســعودية اإلســرائيلية مقابل جعل الســعودية حليًفًا إســتراتيجًّيًا يتوجب على الواليــات المتحدة بموجبه

Made with FlippingBook Online newsletter