131 |
بتقسيمها إلى ثالث فترات كبرى لكل منها رهاناتها ومنطقها التدبيري، دون أن يعني ذلك وجود قطيعة تامة بينها: • ظل المغرب بلدًا محتضنًا للتنقالت البشــرية العابرة المغــرب مُصــدِّر للهجرة: ليتحول منذ عقد الســتينات إلى بلد مصدِّر، فتسارع تدفق المغاربة نحو الخارج )، ولذلك 2 جعلــه يتصدر قائمة الدول المصدرة للعمال المهاجرين إلى أوروبا( فقد اقتصرت سياسات معالجة معضلة الهجرة، إلى حدود أواخر الثمانينات، على الدفــاع عن حقوق ومصالــح الجالية المغربية المقيمة بالخارج، وخاصة بالدول األوروبية، بما يمكِّن من تحقيق أهداف متعددة، مثل إنعاش االستثمار الداخلي للتأثير في القرار األوروبي " مد الهجرة " )، وكذا توظيف 3 وجلب العملة الصعبة( سواء أكان بتوجيه المهاجرين نحو وجهات معينة في إطار اتفاقيات شراكة لسد " الهجرة السرية " خصاص بعض الدول في األيدي العاملة، أم بالتحكم في ظاهرة التــي أصبحــت تؤثر اقتصاديًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا علــى الدول األوروبية وخاصة إسبانيا. لكن في هذه المرحلة لم تتبلور أي سياسة متكاملة في غياب أي مخطط عمل إســتراتيجي يحدد الغايات وسبل بلوغها ويقترح التدابير االستباقية لتعزيز .) 4 عوائد الهجرة والحد من تأثيراتها الداخلية والخارجية( • في بداية التسعينات واجه المغرب تحديات جِسامًا في تدبير المغرب بلد عبور: تدفق المهاجرين مــن دول إفريقيا جنوب الصحراء " انســيابية " الهجــرة في ظل )، مما حوله إلى El Dorado ( " الفردوس األوروبي " في ســبيلهم للوصول إلى بلد عبور بامتياز بحكم قُربه من دول االســتقبال، وبالنظر لتفاقم ظواهر انعدام االستقرار بدول المنشأ اإلفريقي. ففي خضم صراعات سياسية وإثنية وتحوالت مناخية واجتماعية وجد المغرب نفسه أمام تدفقات بشرية مهولة يحتاج تدبيرها إلى تعبئة إمكانيات ضخمة وتجريب حلول خالقة بشــكل تشــاركي مع الدول المصدرة والمســتقبلة، مع اســتحضار التحديات الجيوســتراتيجية واإلنســانية واالقتصاديــة المترتبة على وضعه المزدوج: بلد عبور واســتقرار لعدد كبير من ). في هذه المرحلة، تم تخفيف المقاربة األمنية بما يســمح بتدفق 5 المهاجرين( المهاجرين األفارقة مراعاة ألهمية مسألة الهجرة في المسارات الجديدة للتعاون قُوبل بإغالق متزايد للحدود األوروبية؛ " التسامح " المغربي-اإلفريقي. لكن هذا
Made with FlippingBook Online newsletter