العدد 22– مايو - ايار 2024

| 140

• أثبتت التجــارب المرتبطة بإعادة الموازنــة بين خيــارات الترحيل والتوطيــن: المهاجرين إلى أوطانهم محدودية اســتدامتها، فالترحيل القســري يؤثر بشــكل كبير على ثقة الدول اإلفريقية وعلى المنظمات الدولية الشريكة في مجال تدبير التدفقــات البشــرية، مثل المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية الســامية لالجئين بحكــم إضــراره بحقوق وأحيانًا بحياة المهاجرين خاصــة أولئك الذين أُرجعوا إلــى مناطق النزاع، كما تصطدم خيارات العودة الطوعية والتوطين بإشــكاالت عدة سياسية وتدبيرية تؤثر في فعاليتها، وخاصة فيما يتعلق بعدم كفاية التمويالت األوروبيــة المخصصة لذلك، فضاًل عن توجس المغرب من تحوله إلى حاضنة للــدول األوروبية في التدبير الخارجي لتدفقات المهاجرين غير النظاميين، وهو ما يفســر تعثر المفاوضات بين االتحاد األوروبي والمغرب بشــأن اتفاقية إعادة القبــول، فوزارة الخارجية المغربية تصر على تحمل كل دولة مســؤوليتها تجاه مواطنيها وعلى رفض منطق التعاقد من الباطن في تدبير إشــكاالت الهجرة بين .) 38 ضفتي المتوسط( • أصبح المغرب يجد صعوبة بالغة الترجيح بين المكاســب اإلفريقية واألوروبية: في إمساك العصى من الوسط في التعامل مع دول المنشأ واالستقبال، خاصة مع التي تستهدف " تصدير الحدود " الحرص المتزايد لالتحاد األوروبي على سياسة )، عبر مجموعة من 39 تحويــل حــدود االتحاد األوروبي إلى داخل هذه الدول( الحلول الرامية إلى تســهيل إعادة طالبي اللجوء والمهاجرين غير النظاميين إلى .) 40 الدول غير األعضاء في االتحاد األوروبي التي يكون هؤالء قد دخلوا منها( األمر الذي ســيؤثر ســلبًا على وضع المغرب وعلى سعيه الحثيث إلى التموقع فاعاًل إستراتيجيًّا في تدبير تدفقات الهجرة، في ظل التوجس من استغالل موقعه فاعاًل أساســيًّا في تنفيذ اإلستراتيجية اإلفريقية للهجرة في بلورة مواقف مستقلة الترتيبات األوروبية حول إيقاع وحجم " مقاومة " قد تدفعه الحقًا نحو تجاوز أو هذه التدفقات ومنهجية تدبيرها. • خاصة في ظل تبلور رؤى المفاضلة بين المصالح الداخلية وااللتزامات اإلقليمية: متعددة تصل إلى حد التضارب بشــأن مقاربات تدبير الهجرة، فعلى المســتوى الداخلي تفرض برامج التعاون عدة استحقاقات قد تضر بالمصالح الوطنية على

Made with FlippingBook Online newsletter