العدد 22– مايو - ايار 2024

| 142

التــي ما فتئت تغذي المشــاعر المعادية للمهاجريــن لتجعل من محاربة الهجرة غير النظامية ورقة انتخابية رابحة من أجل تصدر المشهد السياسي في العديد من الدول ، وكما هو 2023 األوروبية، كما وقع في هولندا في انتخابات نوفمبر/تشــرين الثاني متوقع في االنتخابات البرلمانية للعديد من الدول األوروبية، مثل ألمانيا، وانتخابات .) 45 ( 2024 البرلمان األوروبي المزمع تنظيمها في يونيو/حزيران تدبير الهجرة، في ضوء " أمننة " تزايدت ترتيبات " العنصري " في خضم هذا الســياق الصادرة عن القمة 2030 مرجعيات توجيهية جديدة، منها وثيقة الرؤية المشتركة لعام ، والتي دعت إلى تعزيز 2022 األوروبية اإلفريقية المنعقدة ببروكسل في فبراير/شباط العــودة الطوعية وتطوير فرص الهجرة القانونية بين القارتين وداخل إفريقيا، وهو ما قد يقود نحو تكثيف الضغوط على المغرب للقبول بشكل كامل بالحلول األوروبية ، ما فتئ 2024 في شــأن توطين المهاجرين األفارقة وإعادة قبولهم. ومنذ بداية ســنة االتحاد األوروبي يعلن عن عزمه تشديد ضغوطاته على دول العبور اإلفريقي، ومن ضمنها المغرب، لالنخراط في سياســاته األمنية للهجرة، عبر برامج الترحيل وإعادة .) 46 القبول والتوطين( خاتمة يشــكل تدبير الهجرة اإلفريقية منفًذًا مهًّمًا لتقوية النفوذ اإلســتراتيجي للمغرب في عالقته بشــركائه األفارقة واألوروبيين، في ظل نزوعه المستمر نحو تقوية موقعه في حكامة تدبير حركات الهجرة بين ضفتي المتوسط، مستثمًرًا في ذلك موقعه الجغرافي حلقة وسيطة بين الدول المصِّدِرة والمستقبلة للمهاجرين. لكن هذا الموقع بقدر ما يوفر من مكاسب بقدر ما يفرز من تهديدات ال حصر لها على أمنه الداخلي ومصالحه السياســية واالقتصادية، في ظل الرهانات المعاكسة لدول المنشأ واالستقبال التي ما المغــرب ألدوار الريادة لخدمة مصالحها، فالجانب " توثب " فتئت تحاول اســتغالل الدبلوماســية التي طالما رأت في المغرب " عقيدته " األوروبــي لم يتخلص بعد من تتجاوز إمكانياته " حلول " مجــرد دركي حدود. وجراء ذلك ُتُفرض عليــه ترتيبات و وُتُهــدد مصالحه الداخلية وتحالفاته اإلقليمية، وخاصة فيما يتعلق بسياســات إعادة القبول والتوطين واإلرجاع القســري، التي طالما أثرت ســلًبًا على جاذبية أنموذجه

Made with FlippingBook Online newsletter