العدد 22– مايو - ايار 2024

151 |

مقدمة بعد مرور عدة ســنوات على األحداث التي وقعت في فيرجســون بوالية ميســوري بالواليات المتحدة األميركية أو ما يسمى باضطرابات فيرجسون (تسمى أحياًنًا انتفاضة فيرجســون أو احتجاجات فيرجسون أو أعمال الشغب في فيرجسون). شملت تلك األحداث سلسلة من االحتجاجات وأعمال الشغب التي بدأت في فيرجسون بوالية ، بعد مقتل المواطن األميركي من أصل إفريقي، 2014 أغسطس/آب 10 ميسوري، في مايكل براون، على يد ضابط الشــرطة، دارين ويلسون، وصحب ذلك انفجار ثقافي )، الصحافي Matthew Yglesias أيديولوجي متطرف أطلق عليه ماثيو إيغالســياس ( " حركة الووكيزم " ) ومنها اشــتق اســم Awakening ( " الصحوة " األميركي، مصطلح )، وهــي أيديولوجيــة نيوليبرالية يدفعها مبتكروها والمدافعون عنها نحو wakeness ( األصولية، وذلك باالنتقال من الدفاع عن حقوق األقليات العرقية التي تعاني التمييز بسبب العرق واللون إلى التركيز على األقليات الجندرية والجنسية. وحده يكسب تعاطف اليسار الحداثي؛ إذ أصبحت مؤشرات " وضع األقلية " ولم يعد الحصــة الديمغرافية الصغيرة والتوجهــات األيديولوجية المناصرة للنوع االجتماعي ا ومؤشًرًا على العجز وسياســات الهوية الجنسية مهمة بشــكل رئيسي باعتبارها دلياًل والحرمان يســتدعي إعطاءه أهمية بالغة في األجندات والسياسات الدولية والوطنية. فالبنية غير المركزية للهوية الليبرالية الحداثية أصبحت تشبه الديانات االنشقاقية مثل البروتستانتية أكثر من الديانات المركزية مثل الكاثوليكية. ومع ذلك، فإن افتقارها إلى أي مؤسسة كنسية عليا، يدفعها إلى ما هو أبعد من البروتستانتية. وال توجد ضوابط " الووكيزم " داخلية تقريًبًا للتطرف الذي تشهده هذه الحركة الجديدة أو ما يطلق عليه ). وإن النظر إلى هذه الحركة على أنها دين ليبرالي غير مركزي، يساعدنا Wakeism ( على فهم تطرف هذه الحركة واجتياحها ألجندات التشريع والسياسات الدولية. فهذا يفسر لماذا تتلفظ أهم النخب االقتصادية والسياسية على الصعيد الدولي بالشعارات من مكافحة العنصرية المبنية على الهويات الجنســية، " الووكيزم " التقدميــة لحركــة ولماذا ال يســتطيع المعتدلون (المحافظون) الوقــوف في وجه هذه الحركة، ولماذا هي نتاج االستقطاب ومحرك له في الوقت نفسه.

Made with FlippingBook Online newsletter