| 154
للنظرية النقدية والقلق بشــأن معاداة السامية إلى السياق األميركي. وبسبب يأسه من ثــورة الطبقة العاملة في الغــرب، اعتنق قضية مجموعات الهوية والنوع االجتماعي. وأدى التوتر بين الماركســية الثورية والليبرالية إلى حقن راديكالية سياســية في قلب الحداثة اليسارية، مما منحها ميزة أيديولوجية أكثر حدة ركزت على ثالوثها المقدس، وهــو: مكافحة العنصرية، والتمييز على أســاس الجنــس، ثم مكافحة رهاب المثلية .( 3 ) Homophobia الجنسية مفهوًمًا وممارســة جديدة Cancel Culture " ثقافة اإللغاء " ومــن جهــة أخرى، تعد ومثيرة للجدل، وهي محور العديد من المناقشــات السياســية واأليديولوجية حالًّيّا. مصطل ًحًا ظاهرًّيًا يشير إلى وصم شخص " إلغاء فرد أو مكان أو شيء " فتاريخًّيّا، يعد مــا علًنًا بفضيحة بســبب اعتناقه لمعتقدات إشــكالية. ويحمل مفهــوم ثقافة اإللغاء سحب الدعم " بأنها Thomas Mueller تعريفات مختلفة؛ حيث عَّرَفها توماس مولر . والذي يعتبره " لألفراد الذين تصرفوا بطريقة تعد غير مقبولة أو تنطوي على إشكالية نوًعًا من التشهير العام الذي يحدث بشكل أساسي على منصات التواصل االجتماعي. ويعني هذا أن شــخ ًصًا ما لم يعد مدعوًمًا أو ال ينبغي التعامل معه بعد اآلن. ويتم وصف ثقافة اإللغاء بأنها تتضمن التشــهير علًنًا بهدف محدد على وســائل التواصل االجتماعي، وهو ما يتم تنفيذه أو دعمه من قبل مجموعة من األشخاص تسعى إلى المسؤولية عن السلوك الذي ُيُنظر إليه على أنه " الشخص أو الجماعة " تحميل الهدف . كما أن لثقافة اإللغاء جوانب " غير مقبول " أو " غير مالئم اجتماعًّيّا أو أيديولوجًّيًا " إيجابية وسلبية. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تكون ذات قيمة للديمقراطية ألنها قد تعزز المحاســبة والمساءلة، ولكن من الناحية السلبية يمكن أن تعمل على قمع آراء .) 4 المواطنين نتيجة خشيتهم للتعرض لإللغاء( إســتراتيجيات جماعية من " ) ثقافة اإللغاء بأنها Pippa Norris وتعِّرِف بيبا نوريس ( قبل الناشــطين الذين يستخدمون الضغوط االجتماعية لتحقيق النبذ الثقافي تجاه فئة . كما أن الساحة السياسية والثقافية الغربية حالًّيًا تعرف ازدياد وثيرة المناقشات " معينة حول ثقافة اإللغاء كجزء من االنقســامات األيديولوجية والقيمية العميقة التي تقســم والمحافظين االجتماعيين؛ حيث تعمل ثقافة اإللغاء على تغذية " التقدميين " الليبراليين .) 5 االستقطاب الشديد الناتج عن القضايا المتعلقة بسياسات الهوية(
Made with FlippingBook Online newsletter