161 |
يش ِّكِل قطيعة مع القيم والمرجعيات الثقافية والحضارية، فهي تنبني على قيم مذهب المتعة والترفيه والتقســيم الشــامل للمجتمع. فقد رفض العالم الغربي بشكل واقعي األسس الدينية في السياسة منذ زمن طويل، واآلن يخطو خطوات إلى األمام ويريد مـ ًا من وجهات النظر الدينية بصفة عامــة من خالل أيديولوجية حركة � التخلــص تما الووكيزم. فال يتعلق األمر فقط بالقضاء على المسيحية كدين غير مرغوب فيه (كما كانت الحال في الكتلة الشــرقية)، بل يتعلق األمر بتعزيز ظواهر التدمير الذاتي التي تتعارض مع الطبيعة البشرية، مثل تدمير األسرة التقليدية، وتشجيع التحول الجنسي، وتعزيز الحياة بدون أطفال، ودمج تجارب الذكاء االصطناعي على جسم اإلنسان وما . ومن المؤكد أن مثل هذه االتجاهات " ما بعد اإلنســانية " أصبح يطلق عليه مفهوم .) 21 سيكون لها آثار ضارة للغاية على الحضارة الغربية واإلنسانية جمعاء ( المحور الثاني: أيديولوجية حركة الووكيزم علــى النقيض مــن األنظمة األيديولوجية المنظمة مثل الشــيوعية االشــتراكية، فإن أيديولوجية الووكيزم لم يتم تثبيتها بعد في الكتب المدرســية والوثائق الرسمية بجل دول العالم الغربي (على الرغم من أن بعض مكوناتها ثابتة). ففي العلوم السياســية الغربية، ُتُفهم األيديولوجية عادة على أنها مجموعة من البرامج السياســية أو التوجه العام للحركات السياسية التي تعبر عن تطلعات فئة معينة من المجتمع، مثل الليبرالية واالشــتراكية والفاشــية وما شابه ذلك. وقد تعني األيديولوجيا؛ البنية الفوقية الثقافية الكاملة للمجتمع ككل، والتي تتميز بســمات مشــتركة وتضفي الشــرعية على نظام الحكم. كما يمكن تعريف األيديولوجيا باعتبارها نظاًمًا رمزًّيًا يســمح للفرد بتفســير العالم بشكل شامل باستخدام الصور والتمثالت. فاأليديولوجية تختلف عن األفكار العاديــة المتباينــة على وجه التحديد من خالل كونها نظاميــة، وتحاول فهم الحياة والفضــاء ككل، وليس األجزاء والظواهر المنفصلــة. وتختلف األيديولوجيات عن األساطير التقليدية بادعاء أنها علمية. وكما تتميز األيديولوجية الغربية بكونها حداثية منذ ظهورها في العالم الغربي بعد عصر التنوير، وبتقديسها للتقدم العلمي. فرغبة الكثير من النخب الغربية في تغيير العالم نحو األفضل أمر طبيعي تماًمًا، لكن ال عالقة لها بالتطور العلمي كما يدعون. حيث ينشــأ الخطر عندما تســعى النخب
Made with FlippingBook Online newsletter