العدد 22– مايو - ايار 2024

| 166

ثانًيًا: الووكيزم كحرب ثقافية تقوض أسس الحضارات في الســنوات العشــر إلى الخمس عشــرة الماضية، أصبح الصراع بين القطبين في الواليات المتحدة األميركية قوًّيًا بشــكل متزايد، ســواء بيــن الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، وأي ًضًا بين عامة المواطنين والنخب الذين ينقسمون سياسًّيًا إلى ليبرالي زخًمًا أيديولوجًّيًا وسياسًّيًا مع " الحرب الثقافية " ومحافظ. حيث أصبح يكتسب مفهوم جزًءًا ال يتجزأ من تلك الحرب. فاليسار يدعم " ثقافة الووكيزم " مرور الوقت، وتعد هذه الحركة باعتبارها تقدمية في نظره، بينما اليمين يبقى حائًرًا ومتوج ًسًا أمامها. ولقد أصبحت موضوًعًا رئيسًيًا " الووكيزم " أصبح من الواضح على نحو متزايد أن ظاهرة فــي االنتخابات الرئاســية األميركية، ومما يالحظ أي ًضًا أنها انتشــرت من الواليات .) 30 المتحدة إلى العالم الغربي برمته ( ،) James D . Hunter وقــد وصف عالــم االجتماع األميركي، جيمــس د. هنتــر ( الصراعات األخالقية والسياســية في الواليات المتحدة منذ الســبعينات بأنها حروب ثقافية. فمن وجهة نظره، تم استبدال االنقسام البروتستانتي-الكاثوليكي باالنقسام بين المؤمنيــن المتدينين الملتزمين بالقيم التقليدية من ناحية وأتباع العلمانيين الملتزمين بالقيــم التقدمية من ناحية أخرى. وهكذا، يعتمــد مفهوم الحرب الثقافية على ثالثة افتراضات رئيسية، وهي: ا : لم تعد الخلفية الدينية -ســواء كانت بروتســتانتية أو كاثوليكية- للناخبين أو أوا ًل الرؤســاء أو النخــب هي التي تميل إلى اســتقطاب المواطنين فــي االنتخابات، بل أصبحت مكانتهم الخاصة كمصدر للحقيقة األخالقية، والوالءات األخالقية للجهات الفاعلة وميولهم الثقافية والسياسية التقدمية أو األرثوذكسية. يـ ًا: وفــي هذا الســياق، وكما هــي الحال مع التيــارات التقدمية للبروتســتانتية � ثان التأثير الذي " والكاثوليكية، تعمل التيارات المحافظة على تشكيل تحالفات لمواجهة . " يسعى التقدميون الحداثيون إلى ممارسته في الثقافة العامة وأخيًرًا، واألهم من ذلك، ال تدور هذه الحرب الثقافية ببساطة حول وجهات النظر المتباينة حول اإلجهاض أو الحريات الفردية فقط، وإنما تدور حول كيفية إعادة بناء المجتمع، وبالتالي تغيير هويته الوطنية.

Made with FlippingBook Online newsletter