العدد 22– مايو - ايار 2024

| 168

هذه الدول مرجًعًا للقيم التقليدية المسيحية، وكمعارضة لسياسات النوع االجتماعي في االتحاد األوروبي. وإلى جانب ذلك، فقد شهد العقد الماضي إنشاء عدد ال ُيُحصى من المنظمات غير الحكومية ومراكز الفكر (المنتســبة في الغالب إلى الكنيسة الكاثوليكية) مثل المعهد - بروابطها االقتصادية واأليديولوجية Ordo Iuris البولندي والكرواتي للثقافة القانونية البرازيلية التي تســعى إلى التأثير على النظام القانوني " التقاليد واألســرة " مع منظمة قـ ًا لقيمهــم غير الليبراليــة. وذلك من خالل انتقاد الحقوق اإلنجابية المتســاهلة � وف (كاإلجهاض)، والتدابير السياســية التي تراعي النوع االجتماعي مثل برامج مكافحة التمييز والهوية الجنســية في المناهج المدرســية، أو حقوق المتحولين جنسًّيًا، وهو التطــور الــذي رافق صعود اليمين في أوروبــا الغربية ألكثر من عقد من الزمن. وما تغيــر حاليــا، هو أن الحروب الثقافية أصبحت معولمة ويتم تأطيرها بشــكل متزايد علــى أنها معارك من أجل حقوق األســرة والمرأة فــي المرحلة األولى، وتمتد إلى اإلجهاض وحقوق المثليين، أما المرحلة الثانية فتهدف إلى تغيير الهندسة االجتماعية بشكل كامل وإزاحة المرجعيات الثقافية والدينية. أما المرحلة الثالثة اآلن فتهدف إلى إضفاء الطابع العابر للحدود الوطنية على الصراعات السياسية األخالقية أو الحروب الثقافية، والتي تتضمن بناء شبكات القضايا العابرة للحدود الوطنية مثل أجندة االتحاد األوروبي، كإنشاء هياكل اللوبي في بروكسل من خالل المفوضية األوروبية؛ وبالتالي تشــكيل تحالفات متعددة المســتويات عبر األنظمة السياسية والثقافات العلمانية أو الدينية. ففي هذه المرحلة، تتمظهر جلًّيًا هيمنة المشروع الليبرالي بمبادئه المتمثلة في كأيديولوجية النوع االجتماعي والمثليين، " الووكيزم " الحريات الفردية، وانتشار ثقافة ويرجع ذلك االنتشــار الواسع بشكل خاص إلى هيمنة القيم النيوليبرالية االجتماعية والثقافية. وبالتالــي، فقد أصبح من الواضح أنه مع التحول العالمي نحو التلقين األيديولوجي للجنسانية (حركة النسوية والمثليين...) وإعادة تصميم هندسة األسرة التقليدية، تغيرت طبيعة المعارك األخالقية والسياســية في جميع أنحاء العالم، وتزايدت حدة مطالب في ســياقات دينية وسياسية " التقدمية " المعارضين غير الليبراليين للتغييرات القانونية مختلفــة، كمعركــة من يحاول الحفاظ على الهوية مــن جهة، ومن يحاول الوصول

Made with FlippingBook Online newsletter