العدد 22– مايو - ايار 2024

| 186

المفاجأة الرابعة في صمود االقتصاد الروسي رغم العقوبات المفروضة عليه، ويستمر تود في تعداد هذه المفاجآت والتي يتمثل أبرز ما فيها في الوضع القلق الذي يعيشه االتحاد األوروبي وتراجع دوره الدولي، ومع تراجع دور المحور الفرنسي-األلماني داخل االتحاد أو حتى تعويضه، كما يكتب تود، بمحور لندن-وارســو-كييف الذي تقوده الواليات المتحدة األميركية. ولكن قد تبدو أهمية المفاجأة التاسعة اليوم، األكثر العزلة األيديولوجية للغرب " أهمية، وهي تلك المتمثلة فيما يصطلح عليه المؤلف بــ وجهله بهذه العزلة. ذلك أن الغربيين الذين تعودوا على فرض القيم التي يتوجب على العالم أن يخضع لها، كانوا ينتظرون، في قناعة وبالهة، أن الكوكب بأسره سُيُعِّبّر عن ). والواقع، أن األمر ال يتعلق بمفاجأة كبيرة، فلقد عانت بلدان 3 ( " سخطه على روسيا إفريقيا والبلدان العربية وبلدان أميركا الالتينية األمَّرَْيْن من السياسات الغربية، وكيلها بمكيالين، وما تبقى من مصداقية للغرب، سيجهز عليه العدوان اإلسرائيلي على غزة، والذي لن تتردد مختلف البلدان الغربية في دعمه سياسًّيّا وعسكرًّيًا. لكن ال بأس أن نقف هنا عند ما يصطلح عليه تود بالمفاجأة العاشــرة للحرب الروســية-األوكرانية، . فعلى الرغم من أن الحرب لم تضع أوزارها بعد، " هزيمة الغــرب " ويعنــي بذلك: إال أنه يرى أن هذه الهزيمة ُمُؤكدة، وهو ما سيذهب إلى تحليله ومحاولة إثباته في هذا الكتاب، وما ســيدفع بعض نقاده إلى اتهامه بمحاباة النظام الروســي أو ربطه .) 4 باليمين المتطرف( ) للجغرافيا السياســية post - euclidien تفســيًرًا ما بعد أوقليدي ( " يقتــرح المؤلف ؛ ذلك أنه انطالًقًا من فرضية تتحدث عن غياب للدولة-األمة في الســياق " العالمية الغربي، ســيصبح الســلوك العدمي للغربيين في رأيه مفهوًمًا. إن الغرب، كما يقول، إن الدولة القومية التي تعمل بشــكل صحيح، تفترض " بصــدد تدمير ذاتــه. يكتب: أي ًضًا وجود بنية طبقية محددة، تتضمن طبقات متوسطة باعتبارها مركز ثقل، وبالتالي ). وفي ارتباط بهذا 5 ( " أكثــر مــن مجرد تفاهم جيد بين النخبة الحاكمــة والجماهير التصور عن الدولة القومية والدور المنوط في داخلها بالطبقات المتوسطة، سيوضح تود الحًقًا كيف أن تدمير هذه الطبقات سيسهم في تفكك الدولة القومية األميركية، ، من أجل دعم تصوره عن الطبقات الوسطى " السياسة " مستشهًدًا بأرسطو وما كتبه في باعتبارها حامية لالستقرار السياسي وضامنة للصالح العام، بل وضامنة لثقافة وطنية تشترك فيها الدولة والمجتمع، وهو ما لم يعد ممكًنًا اليوم في السياق األميركي. إن

Made with FlippingBook Online newsletter