العدد 22– مايو - ايار 2024

17 |

علي القادري في سياق التحوالت النيوليبرالية؛ حيث اتخذت تلك السياسات، وأدت ا : فتح حسابات رأس المال وتقليص معدالت ): أواًل 11 إلى، ستة أبعاد ونتائج مترابطة( الفائدة وأسعار الصرف المتعددة إلى معدل وسعر واحد؛ ما أدى إلى ضعف فاعلية السياســات النقدية كأداة تنموية وفقدان السيادة الوطنية عليها، وثانًيًا: تعاظم اللجوء لالقتراض الخارجي، كنتيجة لآلثار الســلبية لهذه السياسات على موازين مدفوعات الدول العربية الفقيرة نفطًّيّا، فكانت النتيجة، ثالًثًا، أن ارتفعت عالوة المخاطر ضمن معدالت الفائدة، بســبب مخاطر ســعر الصرف ممزو ًجًة بحالة عدم اليقين بالمنطقة الناجمة عن الحروب، فامتنعت نتاًجًا لكل ذلك تدفقات رأس المال وزادت صعوبة تمويل المشروعات الوطنية، فكان رابًعًا، أن انخفض االستثمار العام نتيجًة للسياسات النيوليبرالية ومتطلبات سياســات االستقرار قصيرة األجل في الموازنة العامة وميزان المدفوعات، ثم، خامًسًا، ضربت الدولرة (أي تفضيل المواطنين حيازة الدوالر بداًلا من العملة الوطنية) الصريحة أو الضمنية ســوق النقد تدريجًّيّا، منتزعًة معها قضمًة ضخمة من السيادة النقدية كنتيجٍة عامة لتدهور وعدم استقرار العملة الوطنية وإحالل الدوالر محلها كمخزن للقيمة، فتراكمت، سادًسًا، اآلثار االجتماعية السلبية للتقشف فــي األجل القصير، لتدفــع لتدهور قوة العمل ورأس المال االجتماعي في األجلين القصير والطويل مًعًا. إنها دورة خبيثة متكاملة، تبدأ من التخلف الصناعي وفجوة التشغيل، وتتعزز بأمراض ريعية ولبرلة استتباعية تفاقم االختالالت الكلية وتشوه منظومة الحوافز، لكنها تتجدد ويعاد إنتاجها على مســتويات أســوأ، بفعل إطار مؤسسي استبدادي محاسيبي، تابع يـّا وطفيلي داخلًّيّا، وفي هذا اإلطار تتجلى أهمية النموذج السياســي، وكيف � خارج تنعكس تناقضاته على سياساته، بشكل يع ِّمِق األزمات الكامنة، ويسرع وتائر انفجاراتها. أزمة النموذج السياسي: تناقضات التمويل والتمثيل والمشروعية تعاني االقتصادات شبه الصناعية عموًمًا انخفاض متوسط اإلنتاجية ومحدودية الفائض االقتصــادي، ومعه الهامش الضريبي الممكن؛ ومن ثم انخفاض ســقوف الترضيات االجتماعية والمناورات السياسية الممكنة؛ بشكل يسمح بمساحة معقولة من التمثيل االجتماعي دون تهديد استقرار النظام السياسي، فإذا كانت مصابة بشيء من االنحراف الريعي؛ فإنها قد تمارس تلك الترضيات والمناورات بأساليب تقتل الديمقراطية، وال

Made with FlippingBook Online newsletter