العدد 22– مايو - ايار 2024

189 |

نقطة في غاية األهمية، ولكنه لألسف يكتفي بعرض مبتسر لبعض األدبيات المعروفة حول ذلك. إننا نشهد، وكما سيوضح عالم االجتماع االقتصادي، فولفغانغ شتريك، والذي يقدم هو أي ًضًا تفســيًرًا لهزيمة الغرب أو تراجعه، ولكن من وجهة نظر علم االجتماع االقتصادي، نشــهد طالًقًا بين الديمقراطية والرأســمالية منذ السبعينات من القرن العشــرين، وتعِّبِر أزمة الرأســمالية الديمقراطية عن نفسها، في رأيه، من خالل ثالث أزمــات: األزمة المصرفيــة، وأزمة المالية العامة، وأزمــة االقتصاد الحقيقي. عملية نزع الديمقراطية عن الرأسمالية من خالل " ويصف شــتريك أي ًضًا ما يســميه ). إن األمر األكثر أهمية في مقاربة شتريك 8 ( " نزع الطابع االقتصادي عن الديمقراطية ، ال يمكن فهم السياســة 2008 بعد أزمة " هــو وجهة نظــره المادية، التي تعلمنا أنه ومؤسســاتها إال في عالقة وثيقة باألســواق والمصالح االقتصادية وما نتج عنها من )؛ ذلك أن الفصل الصامت بين الرأســمالية والديمقراطية 9 ( " بنــى طبقية وصراعات منذ ســبعينات القرن العشرين ســيتضمن أي ًضًا اغتراًبًا مستمًّرًا للمجتمع عن السياسة ) في أدق تفاصيله، هذا Lebenswelt ويؤكد االســتعمار االقتصادي لـــعالم الحياة ( االستعمار الذي ُيُعِّبّر عن نفسه أي ًضًا كصناعة ثقافية ُتُن ِّمِط اإلنسان وتختزله في نموذج مفارق ومســتقيل تاريخًّيّا، وهو الذي يتمظهر اليوم في تلك النزعة االســتهالكوية. وغير بعيد عن شتريك، وهذه المرة انطالًقًا من مفهومين مركزيين للفلسفة االجتماعية المعاصرة: االعتراف والعدالة التوزيعية، ســتقدم الفيلســوفة األميركية، نانسي فريزر، تأبيًنًا نقدًّيًا للغرب، أو لمرحلة معينة، وتفســيًرًا -في لغة أنطونيو غرامشــي- للمابين )، الــذي يفتــح الباب لكل أنواع األعشــاب الضــارة، ومنها صعود Interregnum ( يشكل " الشعبوية إلى السلطة في الواليات المتحدة األميركة وأوروبا. تكتب فريزر: االعتراف والتوزيعية مًعًا الُمُكونات المعيارية األساسية التي ُتُبنى عليها الهيمنة. وعبر جمع هذه الفكرة مع فكرة غرامشــي، يمكننا أن نقول: إن ما جعل ترامب والترامبية ممكنين، هو تفكك كتلة مهيمنة ســابقة، وتســفيه العالقة بين المعيارية المميزة بين عـُرى هذه العالقة بين االعتراف � ). وتشــرح فيزر انفصام 10 ( " التوزيعية واالعتراف والعدالة التوزيعية، والتي ال تختلف كثيًرًا عن التشخيص الذي يقدمه فولفغانغ شتريك كان العالم السياسي الذي " للطالق بين الديمقراطية والرأسمالية، على النحو اآلتي: قلبه ترامب رأًسًا على عقب مقيًدًا للغاية. لقد تم بناؤه حول التعارض بين نسختين من النيوليبرالية، واللتان تختلفان عن بعضهما البعض وبشكل رئيسي، بالنظر لمحور

Made with FlippingBook Online newsletter