العدد 22– مايو - ايار 2024

| 190

االعتراف. من المؤكد أنه يمكن للمرء أن يختار بين التعددية الثقافية والقومية العرقية. ولكنــه كان عاجــًزًا أمام صيرورة فرض الطابع المالي وتراجع التصنيع. ومع اقتصار قائمــة [الخيــارات] على النيوليبرالية التقدمية والرجعية، لم تكن هناك قوة لمعارضة تدمير مســتويات معيشــة الطبقة العاملة والطبقة الوسطى. لقد تم تهميش المشاريع .) 11 ( " المناهضة للنيوليبرالية، إن لم يكن تم استبعادها ببساطة من المجال العام ال يبالــغ تــود وهو يكتب أن الغرب يدافع عن ديمقراطية لم يعد لها وجود، أو عن ديمقراطية لم تعد ُتُعِّبّر عن تطلعات الشــعوب، بقدر ما ُتُبرر وُتُشــرعن السياســات غير االجتماعية للمؤسســات النيوليبرالية. وهذا ما يفسر أي ًضًا صعود الشعبويات في الغرب، والتي تحاول الســردية النيوليبرالية الســائدة أن تقدمها، من خالل صناعتها الثقافويــة المعولمــة، باعتبارها حركة تريد أن تحتكر تمثيل الشــعب، وبلغة أخرى، أن تجهز على التعددية، أو ما يســميه كلود لوفور بالتقســيم االجتماعي، وأنها حركة ). ال 12 ال تســعى، في لغة يان-فيرنر مولر، إلى حكم الدولة ولكن إلى اســتعمارها( ا لألزمة الراهنة، ولكن من المثالية المبتذلة أن نعتقد شك أن الشعبوية ال تقدم حلواًل أنهــا الخطر العظيم الذي تواجهــه الديمقراطية اليوم. لقد أوضح تود أنه قبل حرب أوكرانيــا، كان يتــم النظر إلى الديمقراطيات الغربيــة باعتبارها تواجه صراًعًا ما برح تدين النخب انحراف الشعوب باتجاه اليمين المتطرف " يشتد بين النخبوية والشعبوية: مجنونة. وإذا " عولمة " المعادي لألجانب في حين تتهم الشعوب النخب بالغرق في لم يكن الشــعب والنخبة متوافقين على العمل مًعًا، فإن مفهوم الديمقراطية التمثيلية ســيفقد معناه. ســننتهي إلى نخبة ال تريد أن تمثل الشعب وإلى شعب لم تعد له أية تمثيلية سياســية. ويفتح ذلك الباب على مصراعيه لنظرية المؤامرة، وهي باثولوجيا خاصــة بنظام اجتماعــي ينبني على الثنائي: نخبوية/شــعبوية، أي على انعدام الثقة ). إن هذا االنقســام السياســي ال يمثل فقط تعبيًرًا عن تقهقر لدور 13 ( " االجتماعية الطبقات المتوســطة، ولكنه شــاهد على اندحار للثقافة الوطنيــة والقيم المجتمعية ، وفي تعبير آخر: " الفراغ الدينــي المطلق " الواحــدة. إن هذا ما ســيعِّبِر عنه تود بــ الوضــع الصفــري للدين. وفي هذه اللحظة تتفكك الدولة القومية وتنتصر العولمة، " ، " في مجتمعات مفتتة، لم يعد بوسعنا أن نتصور الدولة فيها قادرة على العمل بفعالية وهو وضع، بحســب تود، ال يمكن أن نتحدث فيه عن حرية فردية بل عن تضاؤل ). إن هذه اللحظة الصفر للدين، ال يتوقف 14 وانكماش للفرد بسبب من ذلك الفراغ(

Made with FlippingBook Online newsletter