العدد 22– مايو - ايار 2024

191 |

الشــعور الوطني وأخالق العمل، وعلى مفهوم " تأثيرها عند الفرد، فهي تجهز على ، كما يكتب تود، " أخالق اجتماعية موجهة، والقدرة على التضحية من أجل الجماعة مؤكًدًا أن األمر يتعلق بتغييب لألنا األعلى وأن غياب الدين انتهى بالنظام الغربي إلى العدمية، وهي عدمية ال تعبر عن نفسها سياسًّيّا فقط، ولكن أي ًضًا بشكل اقتصادي كما هي الحال بالنســبة ألوروبا في تبنيها لعقوبات اقتصادية على روسيا تتضمن عواقب وخيمة على االقتصاديات األوروبية نفسها، كما هي الحال خصو ًصًا بالنسبة أللمانيا. وتظــل بريطانيــا خير تعبير عــن هذه العدمية التي تضرب المشــروع الغربي، والتي ا عن التفكك االقتصادي، يربطها تود بالمشــروع النيوليبرالي، والذي يعتبره مســؤواًل ولكنه بخالف فولفغانغ شــتريك أو نانســي فريزر، يرى أن النيوليبرالية وحدها غير أرادت " كافية لتفســير هذا التفكك االقتصادي، بل يكمن خلفه تفكك ديني. يكتب: من األخالق البروتستانتية. " روحها " النيوليبرالية تأسيس رأسمالية غير فيبرية، تتحرر وبعيًدًا عن تبسيطيتها الفكرية، فإن الثورة النيوليبرالية تكشف عن نقص أخالقي (...) لشــومبيتر، لكن ما نالحظه حًّقّا، في االقتصاد " التدمير الخالق " لقد أتعبوا آذاننا بـ تعود لتطاردنا. ولنتذكر العبارة األكثر " العدمية " والمجتمع، هو التدمير نفســه: كلمة ، والتي كثيًرًا ما ُيُستشهد بها، " ال يوجد شيء اسمه مجتمع " شهرة لمارغريت تاتشر: لســبب وجيه، ألنها عنصر مركزي للغاية. إنني أجد صعوبة في النظر إلى مارغريت تاتشر باعتبارها فيلسوفة سياسية كبرى في أواخر القرن العشرين. ومع ذلك، فإن هذه الجملة، غير العادية في جذريتها، تكشــف لنــا الحقيقة الخفية للنيوليبرالية: إنكارها المحــض والبســيط للواقع ما لم تعرب عن رغبتها فــي تدمير المجتمع الذي تنكر وجوده. ليــس فــي مناظرات االقتصاديين القديمة، على ســبيل المثال بيــن ميلتون فريدمان وخصومه الكينزيين، ســنجد أســباب هذه العدمية، واختفــاء األخالق االجتماعية، ولكن في جهة الدين، النشط، أو الزومبي أو الصفر. لقد حان الوقت لتطبيق فرضية االنهيــار النهائي للبروتســتانتية على بريطانيا. إن الفــراغ الديني هو الحقيقة المطلقة .) 15 ( " لليبرالية الجديدة إن هذا االنهيار النهائي للبروتســتنانتية هو ما ســيقف عليه تود أي ًضًا في حديثه عن أشــكال العنف التي يمارســها النظام األميركي ضد " سياســات ترامب وبايدن وكل

Made with FlippingBook Online newsletter