العدد 22– مايو - ايار 2024

193 |

التي ترافقها، والتي ما برحت النيوليبرالية تهاجمها في شراسة منقطعة النظير. ولكن مــا يغفلــه تود هنا، هو أن موقف بقية العالم من هــذه الحرب ومن البوتينية عموًمًا هــو أي ًضًا، ال يخلو من عدمية، قــد نصطلح عليها بعدمية الضعفاء، أولئك الذين ما زالوا يعتقدون أنه بإمكانهم مواجهة النزعات االمبريالية للحداثة من خارج منجزاتها الحضارية. لقد أكد الفيلسوف الفرنسي، إدغار موران، أن للحداثة وجهين: الحضارة والبربرية، وأكد في اآلن نفسه أنه ال يمكننا مواجهة بربريتها إال من خالل الحضارة وقيمها، وهو ما انتبهت إليه الشــعوب المســتعمرة باألمــس وتبنته في صراعها مع ). لكن بقية العالم اليوم، في انتصارها للنموذج األوتوقراطي، 18 االســتعمار الغربي( تحرم نفسها من المنجزات السياسية والحقوقية واإلبستمولوجية للحداثة في صراعها مــع البربرية الغربية، وتنحط بالمشــروع التحرري، كما فعلــت النيوليبرالية بالحداثة الغربية، إلى نوع من العدمية الحضارية. المراجع (1) Emmanuel Tod, La défaite de l’occident, Paris, Gallimard, 2024. ) انظر الفصل السادس من كتاب: 2 ( Jean Nurdin: Le rêve européen des penseurs allemands (1700-1950), Paris, Presses Universitaires du Septentrion, 2003. (3) Ibid., p. 10 ، والصحافية من Olivier Schmitt ، وعالم السياســة Éric Le Bourg ) أذكر منهم الباحث 4 ( . Anna Colin Lebedev أصل روسي (5) Emmanuel Tod, p. 16 (6) Ibid., p. 109 (7) Antoine Berman, L’épreuve de l’étranger : culture et traduction dans l’Allemagne romantique, (Paris : Gallimard 1984), p. 48. (8)Wolfgang Streeck. Gekaufte Zeit. Die vertagte Krise des demokratischen Kapitalismus. Berlin, Suhrkamp, 2013, p. 28.

Made with FlippingBook Online newsletter