العدد 22– مايو - ايار 2024

21 |

على كفاءة االقتصاد العامة، لكن في حدود موضوع الورقة، نركز على كيفية انعكاس ذلك النموذج في، وعبر، ما اتخذه من مناورات ملتوية لمعالجة العجز المالي على أهم محددات سعر صرف الجنيه المصري. كذلك كيف انعكس في، وعبر، ما اتخذه من مناورات مكلفة لمعالجة إشكالية المشروعية على اتجاهات األداء االقتصادي. الجباية غير الطوعية: المناورات الملتوية لتناقض التمويل والتمثيل اضطــرت الحكومــة متزايدة العجز المالي، والعاجزة في ذات الوقت عن اكتســاب القبول الشعبي لتقديم مزيد من اإليرادات العامة (مقابل تحملها تمثيل سياسي أكبر)، إلى التوسع في اآلليات سالفة الذكر، التي يتسم بعضها بقدر أكبر من عدم الطوعية، .) 20 خصو ًصًا االستدانة والتضخم( وبشكل ما، يمكن اعتبار االستدانة والتضخم وجهين لعملة واحدة، فبينما االستدانة حصول على موارد من اآلخرين في الحاضر وســدادها لهم مع تكلفتها الزمنية في المســتقبل، فالتضخم هو اســتدانة من المســتقبل، أو بصيغة أكثر تحديًدًا، هو نتاج ّاًلا تكلفة ومظهــر الســتدانة فــي الماضي من حاضر أو من مســتقبل قد حــ َّلَ، ممِّث موارد اســُتُهلكت مســبًقًا قبل إنتاج مقابلها الفعلي محلًّيّا؛ بما ينعكس في انخفاض القوة الشــرائية الحالية للعملة الوطنية؛ كخصم حقيقي لهذه التكلفة في صورة نقدية (بالخفــض من قيمة النقد الوطنــي) ال مالية (أي كمدفوعات مالية من مدين محدد .) 21 إلى دائن محدد)، حتى إنها توصف بأنها ضريبة على النقد نفسه( ولعل هذه السمة األخيرة هي سبب وصف التضخم كضريبة عشوائية؛ كونها تصيب الجميــع دون تمييز؛ فنظرًّيّا تح ِّمِلهم أعباء االســتدانة بالتســاوي، فيما عملًّيّا تح ِّمِل الفقــراء حص ًصًا أكبر غالًبًا؛ كون التضخم يصيب الســلع األساســية واألجرية عادًة بنسب أكبر من نظيرتها الكمالية، ولتأثيرها النسبي األعلى على دخولهم المنخفضة، )؛ لكونها شائعة اجتماعًّيّا؛ 22 لكنها تظل محبذة للحكومات عموًمًا، كما يرى سليمان( ا عن كونها خفية ضريبًّيّا؛ بالنظر لعدم فرضها بشكل فتصعب مقاومتها سياسًّيًا، فضاًل قانوني صريح، كما يمكن التملص الحكومي منها بإلقاء اللوم على آخرين كجشــع التجار والتضخم المســتورد واألزمات الدولية وما شــابه (وكلها دعاوى ثابتة لدى الحكومات المصرية المتعاقبة)؛ ما تكون نتيجته بالمجمل انخفاض تكلفتها السياسية نسبًّيّا في األجل القصير.

Made with FlippingBook Online newsletter