العدد 22– مايو - ايار 2024

31 |

): المناورات المكلفة لتناقض التمثيل 42 بوندوجالت الجمهورية الجديدة( والمشروعية ، في سلســلة من 2013 يونيو/حزيران 30 لزيــادة األمــر تعقيًدًا، دخلت الدولة، بعد المشروعات القومية الكبرى، كان كثير منها إما محدود الجدوى االقتصادية أو سيء التنفيذ في أحسن األحوال، مما يدخل فيما ُيُعرف عموًمًا باألفيال البيضاء، وإن كان بعضها أسوأ بمحورية الدوافع السياسية فيه. وكان فاتحة هذه المشروعات مشروع تفريعة قناة السويس التي افُتُتحت في أغسطس/ ، والذي جرى تنفيذه باستعجال غير ضروري رفع تكاليفه، ودون دراسات 2015 آب جدوى حقيقية كانت سُتُظهر أن القناة تعمل بأقل من ثلثي طاقتها بالفعل، وأن العالم ، وهو ما تجلى 2008 يعانــي تراجًعًا في التجارة الدولية منــذ األزمة المالية العالمية في عدم انعكاســها بأي زيادة معنوية في إيرادات القناة، ليصرح الرئيس السيســي، ، بأن الهدف األساســي من المشــروع، الذي تكلف حوالي 2016 في يونيو/حزيران ستين مليار جنيه، أو ما يعادل ثمانية مليارات دوالر بأسعار وقتها، كان رفع معنويات الشعب المصري، وليس المنافع االقتصادية. أما أبرز تلك المشروعات ودرة تاجها فهو بال شك العاصمة اإلدارية الجديدة، التي 25 تتجه بعض اآلراء لكونها مشــروًعًا سياســًّيًا أسا ًسًا لضمان عدم تكرار خبرة ثورة يناير/كانون الثاني؛ بإبعاد كافة أجهزة الدولة الحيوية عن مراكز الكتل الحضرية التي يمكن أن تقود احتجاجات أو تشــعل ثورات، يمكن أن تشــل الدولة وتجبرها على .) 43 أي تفاوض أو تنازل( وبعيًدًا عن هذه االفتراضات المثيرة للجدل التي يصعب إثباتها بشكل قطعي، فالمؤكد بشــكل ال يحتمل الجدل أن العاصمة اإلداريــة الجديدة تمثل بوندوجل الجمهورية الجديدة األكبر، من جهة كونها ذروة األســطورة المكلفة المتمثلة في تقاطع هدف التوســع العمراني مع هدف جذب االســتثمار األجنبي المباشر، وهي ذروة أسطورة مكلفة ألنها مجرد تكرار عمالق لما كانت مصر تفعله عبر عقود، كإستراتيجية تنمية قائمة بشكل شبه حصري على تطوير البنية التحتية، لكن على مستوى أضخم بكثير، وبافتراض غريب بأن تكرار ما لم ينجح سابًقًا على نطاق أكبر حالًّيّا قد يغير النتائج.

Made with FlippingBook Online newsletter