| 38
لخروجهــا عــن نطاق الورقة، ولكونها تدخل في بــاب النافل مع األزمات المتتالية الناتجة عنها مؤخًرًا. وبالطبــع، فهذا اإلفراط في اســتخدام آليــات االقتراض واالســتدانة، متزاوًجًا مع طباعــة النقد وضريبة التضخــم، كحل ملتو لتناقض التمويل والتمثيل؛ لتمويل الحل التنموسياســي المكلف -وغير الكفء الذي ال يفعل أكثر من مجرد شــراء الوقت- لمواجهة تناقض التمثيل والمشــروعية، بما يجمعهما من تحويل غير طوعي للموارد المالية من الشعب إلى النظام، ومن تحديد تحكمي ألولويات االستثمار وتخصيصات الموارد المادية بعيًدًا عن مشــاركته، ليس ســوى عملية غير مســتدامة مالًّيّا وتنموًّيّا وسياســًّيّا؛ خصو ًصًا مع غلبة أحادية اتجاهها من األول إلى الثاني من ناحية، وغلبة الهدر والتســرب خارج االقتصاد وخارج البلد بالجملة عبر طرف المعادلة المستفيد من ناحية أخرى. يوم الحساب: سباق الهاوية بين النظام والشعب تنبع خطورة سعر الصرف، ليس فقط من كونه أبا األسعار كلها؛ باعتباره سعر العملة الوطنية التي تمثل مظهر ورمز اســتقالل االقتصاد؛ ومن ثم تأثيره على كافة متغيراته وتدفقاته إنتا ًجًا واســتهالًكًا واســتثماًرًا، بل كذلك من كونه في نهاية المطاف مجرد ، بما يعنيه ذلك من انطباق كافة قوانين وأحكام األســعار " قيمة " يعِّبِر عن " ســعر " .) 68 والقيم عليه، بما فيها تأثرها باالضطرابات السيكولوجية وأرواح الحيوانات( وعلى هذا الصعيد، يمكن أن يقع ســعر الصرف كغيره من األســعار فريســة لهذه االضطرابات السيكولوجية المدفوعة بالتوقعات، السلبية غالًبًا في سياقات األزمات، بل ،) 69 إن المضاربة الناتجة عنها هي إحدى الطبقات الخمس المحددة لسعر الصرف( والتي تصبح الطبقة األكثر خطورة واألكبر أثًرًا في هذه الســياقات، بما يتجاوز كثيًرًا كافة الطبقات األخرى، الهيكلية والمؤسسية والتجارية والمالية، التي يفترض أنها أكثر موضوعية وأساسية في تكوين هذا السعر، واألحق بصياغة توازنه الحقيقي العادل. لكــن الوصول للوضع الذي تتســلم فيه هذه الطبقة الســيكولوجية، المدفوعة عادًة بتراجع ثقة هائل في المنظومة االقتصادية، عجلة قيادة ســعر الصرف ال يحدث إال نتيجة لســوء إدارة اقتصادية وسياســية كبيرين، يفقد معه الشعب أية توقعات إيجابية ، كأبرز التجليات النقدية لهذا الموقف، نوًعًا من " الدولرة " تجاه المســتقبل؛ لتصبح
Made with FlippingBook Online newsletter