العدد 22– مايو - ايار 2024

| 42

اإلنتاجية؛ ما يؤيده حديث ابن خلدون الشــهير عــن عواقب الجباية الظالمة وعمل إن الظلــم مؤذن بخراب " الســلطان بالتجارة وافتراء الســلطة علــى حقوق الناس: العمران، وإن العدوان على الناس في أموالهم ذاهب بآمالهم في تحصيلها واكتسابها لمــا يرونــه حينئذ من أن غايتها ومصيرها انتهابها من أيديهم، وإذا ذهبت آمالهم في اكتسابها وتحصيلها انقبضت أيديهم عن السعي في ذلك، وعلى قدر االعتداء ونسبته يكون انقباض الرعايا عن الســعي في االكتســاب، فإذا كان االعتداء كثيًرًا عاًّمّا في جميع أبواب المعاش كان القعود عن الكسب كذلك؛ لذهابه باآلمال جملة بدخوله )، ومثله نصيحة اإلمام علي لألشتر النخعي، واليه على مصر: 72 ( " من جميع أبوابها ليكن نظرك في عمارة األرض أبلغ من نظرك في اســتجالب الخراج؛ ألن ذلك ال " .) 73 ( " ُيُدرك إال بالعمارة، ومن طلب الخراج بغير عمارة أخرب البالد وأهلك العباد خاتمة: رهانات "األكبر من أن تفشل" الهشة! إنها بوادر سباق خطير، بين شعب ونظامه، نتجت عن إصرار نظام سياسي، تجاوزه التطور االجتماعي، على االســتمرار بكبح تطور المجتمع وتشديد حدة تطفله عليه، ا، وال يبقيها ســوى وهى إســتراتيجية ليس لها أن تثمر خيًرًا وال أن تســتمر طوياًل المساعدات الخارجية أوقات األزمات من قوى دولية تخشى خروج مصر عن الطوق بنظام سياسي جديد أكثر تعبيًرًا عن إرادة شعبها ودورها اإلقليمي المفترض. ال عجــب فــي تذمر هذه القوى نفســها من مجمل طريقة عمــل النظام المصري؛ انطالًقًا من فهمها لطبيعته المحاسيبية وتحفظها على إدارته السياسية واالقتصادية غير المستدامة، واضطرارها رغم ذلك إلنقاذ الموقف بدعمه، كما ظهر بوضوح بتوصية ضرورة إنقاذ مصر، رغم عدم " مجلة اإليكونوميست، أوائل فبراير/شباط الماضي، بـ .) 74 ( " استحقاقها اإلنقاذ أكبر من " هذه القوى التي يراهن النظام على استمرارها بدعمه؛ بتصور ه ٍّش بأن مصر ؛ ألهميتها الجيوبوليتيكية في اإلقليم ولحجمها السكاني الهائل وخالفه، " أن تســقط ا ؛ فلو أرادت، فإنها لن تستطيع؛ فاستمرار المسار الحالي لن تســتمر بالدعم مســتقباًل يتضمن ليس فقط تكرار األزمات، بل تســارعها عبر الزمن بتكرارها بوتائر أســرع فأسرع، وتفاقهمها حجًمًا وتعقيًدًا بتضخمها أكثر فأكثر.

Made with FlippingBook Online newsletter