العدد 22– مايو - ايار 2024

| 60

والشافعية والحنبلية جماعات فقهية. ومع سقوط الخالفة العثمانية في منتصف العقد الثاني من القرن الماضي ظهرت حركات تجديدية عَّدَة، تش َّكَلت في جماعات ذات اهتمامات متعِّدِدة، علمية ودعوية واجتماعية وجهادية وسياســية، محاولة اســتئناف العمل لقيام اإلسالم واقًعًا في حياة المسلمين، على صعيد المجتمع أو الدولة. وهذه الجماعات تعَّدَدت في أسمائها كما تعَّدَدت في اهتماماتها ووظائفها. ومن بين أبرز الجماعات الدينية في العصر الحديث: اإلخوان المســلمون، وحزب التحرير، وجماعة التبليغ، وتنظيم القاعدة، والجماعات الســلفية المختلفة. وقد كان لهذه الجماعات حضور وانتشــار على امتداد جغرافيا العالم اإلسالمي، خالل القرن الماضي وحَّتَى واقعنا اليوم، بما في ذلك الساحة اليمنية. ونظًرًا النتشارها وتأثيرها فقد باتت حاضرة في القضايا العاَّمَة والشأن العام، وبالتالي باتت طرًفًا في تشــكيل المشــهد السياسي بصورة أو بأخرى. لهذا ال يمكن استبعاد الجماعــات الدينية عــن قراءة األحداث والتحوالت السياســية في كثير من البلدان العربية واإلسالمية. الغرب وتوظيف الجماعات الدينية في السياسة تع ُّد الجماعات الدينية جزًءًا مه ًّمًا من المجتمع اإلنساني، بما في ذلك الدول الغربية، رغم أ َّن معظمها أخذ مبدأ العلمانية أسا ًسًا للحكم والنظام السياسي؛ ذلك ألَّنَها إحدى شــرائح المجتمع المؤِّثِرة في تشــكيل الرأي العام، وهو ما دفع العديد من الزعامات واألحزاب السياســية لتحســين العالقة بها، والحرص على التواصل واالِّتِصال بها، ودمجها ضمن أدوات كســب الرأي العام. وقد اســتخدمت األنظمة الليبرالية الغربية الكنيســة في مواجهة الم ِّد الشــيوعي القادم من الشرق، وو َّظَفت الخطاب الديني في مناهضة األفكار والكيانات الشــيوعية. كمــا عمد العديد من األحزاب في القارتين، األوروبية واألميركية، إلى التحالف مع الكنيسة والطوائف الدينية، في كسب أصوات الناخبين فــي الدورات االنتخابية. وفي الواليات المَّتَحدة األميركية تبَّنَت الصهيونية البروتســتانتية الخطاب الديني لتبرير دعمها إلســرائيل دولة يهودية تقوم على أرض سـًا لكنيســة إنكلترا � فلســطين على أنها وطن قومي لليهود. وُيُعد ملك بريطانيا رئي البروتستانتية، رغم كونه ال يرتبط بالعمل الكنسي. ومع إعالن جورج بوش (االبن)

Made with FlippingBook Online newsletter