العدد 22– مايو - ايار 2024

61 |

، في محاولة " حملة صليبية " ، أعلن أَّنَها 2001 حملتــه على المنطقة اإلسالمية، فــي لكسب التيار الديني بالواليات المَّتَحدة. وقد ظَّلَت ورقة األقلَّيَات الدينية في المنطقة أداة للقوى الغربية االســتعمارية إلدارة الصراع مع الدولة العثمانية، ولتشكيل المنطقة بعد سقوطها؛ إذ جَّنَدت فرنسا وبريطانيا .) 7 وألمانيا قضايا األقلَّيَات ضمن مساوماتها السياسية تجاه المنطقة منذ وقت مب ِّكِر( واســتخدمت بريطانيا الجماعات الدينية في حروبها المختلفة، بل عملت على توليد بعض الجماعات الدينية ودعمها. ففي ظ ِّل الثورات التي شهدتها الهند ض َّد االحتالل البريطاني، عمدت حكومة الهند البريطانية إلى دعم ميرزا غالم أحمد القادياني، وهو هندي من أصول فارســية، وكان مســلًمًا ث َّم اَّدَعى النبَّوَة، ليتحَّوَل إلى زعيم جماعة دينية مســتقَّلَة، ويو ِّجِه أتباعه إلى حرمة قتال المحتِّلِين البريطانيين ووجوب طاعتهم، والنصح لحكومة بريطانيا. وبفضل الدعم الســخي الذي قَّدَمته بريطانيا لميرزا غالم أصبح له أتباع وجمهور عرفوا بالقاديانية أو األحمدية، ومَّثَلوا ظاهرة العمالة لحكومة .) 8 االحتالل وخدمتها( ومع احتالل االِّتِحاد السوفييتي ألفغانستان وتم ُّدُده جنوًبًا باِّتِجاه المياه الدافئة، عملت الواليات المَّتَحدة األميركية على دعم الجماعات الدينية األفغانية التي أعلنت الجهاد ض َّد االحتالل الروسي، بمختلف تو ُّجُهاتها، رغم انتمائها لإلسالم، من منطلق إفشال مخ َّطَطات االِّتِحاد الســوفييتي التو ُّسُعية، وتوريطه في حرب استنزاف طويلة المدى. نـ َدت الواليــات المَّتَحدة ألجل هذا الهدف المنطقة العربية التي ض َّخَت األموال � وج والرجال لالنخراط في الجهاد األفغاني في ذلك الحين. كما استخدمت الواليات المَّتَحدة الجماعات الدينية الشيعية في حربها ض َّد نظام صدام ، رغم أَّنَها اَّدَعت أَّنَها جاءت لتحرير العراقيين، 2003 حســين البعثي في العراق، في ا أَّنَها استعانت بجماعات شيعية طائفية مسَّلَحة، وتمكين نظام ديمقراطي في بغداد؛ إا َّل تعتمد العنف وسيلة سياسية في فرض إراداتها وأجنداتها الطائفية. وبالفعل باتت هذه الجماعات تحكم العراق بدعم االحتالل األميركي. بتركيا للقيام بانقالب " فتح الله كولن " وحاولت الواليات المَّتَحدة اســتغالل جماعة ، بناء على أنها األكثر 2016 ، فــي " حــزب العدالة والتنمية " عســكري على حكومة

Made with FlippingBook Online newsletter