العدد 22– مايو - ايار 2024

63 |

. وقد قبلت بعض الجماعات 2011 السياسي، خصو ًصًا بعد ثورات الربيع العربي في الدينية، من طرق صوفية أو تكوينات منتســبة للتَّيَار الســلفي أو تكُّتُالت وشخصيات مستقَّلَة، االنخراط في العملية السياسية لصالح السلطة الحاكمة. وســيظ ُّل توظيف الجماعات الدينية حاضًرًا في المنطقة العربية نظًرًا لحضور الدين العميق في وعي المجتمعات العربية المسلمة، واستمرار الصراعات القائمة على البعد الديني بين الطوائف، وعلى مستوى األديان والحضارات األخرى. وهذا يتطَّلَب دراسة الظاهرة بدَّقَة وتمُّعُن، لتجنيب المنطقة كوارث خطرة تكِّرِس تشويه الدين ورجاله في وعي الشعوب. توظيف الجماعات الدينية في الحالة اليمنية نـًا، وقد انعكس هذا علــى الواقع االجتماعي �ِ ُيُعــ ُّد المجتمع اليمنــي مجتمًعًا متدِّي منــذ وقــت مب ِّكِر من القرن الماضي. وهو ما جعل اليمن بيئة مســتقطبة للجماعات اإلسالمية المختلفة، وساحة لع َّدَة دعوات ومناشط، مثل اإلخوان المسلمين والسلفيين والجهاديين والتبليغ وحزب التحرير وغيرهم. حَّتَى بات حضور هذه الجماعات بارًزًا على صعيد التأثير السياسي، سلبًّيًا أو إيجابًّيًا، وعلى مستوى الخطاب والسلوك. ونظًرًا لهذا الحضور أصبح توظيف هذه الجماعات الدينية على الصعيد السياسي خ َّطَة مَّتَبعة لدى النخبة السياســية الحاكمة، ولدى القوى اإلقليمية والدولية النشــطة في الساحة اليمنية، وخصو ًصًا في النزاعات السياســية والصراعات العســكرية؛ وسواء انخرطت هذه الجماعات الدينية بوعي منها، أو بغفلة، أو من قبيل التقاطعات وتبادل المنافع، في تلك النزاعات والصراعات. وهنا يمكن رصد هذا التوظيف من خالل اســتعراض أبرز مظاهر وأهداف التوظيف للجماعــات الدينية والنزاعات التي جرى توظيفها سياســًّيّا في اليمن، وآثارها على

المشهد السياسي. اإلخوان المسلمون

في مصر، على يد مؤ ِّسِســها حسن البَّنَا، في " اإلخوان المســلمين " نشــأت جماعة ). وقد تم َّكَنت الجماعة من م ِّد حضورها 1928 العقــد الثالث من القرن العشــرين (

Made with FlippingBook Online newsletter