العدد 22– مايو - ايار 2024

| 64

وتأثيرهــا خالل عقدين من تأسيســها إلى ع َّدَة دول عربيــة وإسالمية، لما مَّثَلته في تلك المرحلة التاريخية من فكرة تعِّبِر عن األصالة والتطُّلُع إلى استعادة دولة اإلسالم ودوره الحضاري، في ظ ِّل االنكســار الذي حدث للخالفة العثمانية، وتمُّزُق العالم اإلسالمي إلى دويالت مف َّكَكة تحتلها قوى أجنبية. إلى أن " الب َّنَا " باليمن في وقت مب ِّكِر ج ًّدًا؛ إذ تطَّلَع " اإلخوان " وقــد ارتبطــت جماعة ). وأسهمت الجماعة في الوقوف إلى 10 يكون اليمن منطلًقًا لدعوة وحركة الجماعة( حزب " جانب المعارضة السياســية المطالبة بــاإلصالح والتغيير، أو ما كان ُيُعرف بـ ، الذي كان يتز َّعَمه األديب والشــاعر الثائر، مح َّمَد محمود الزبيري. وِمِن " األحــرار ث َّم أسهمت الجماعة في تشكيل الحركة الدستورية التي عملت على االنقالب على ). ورغم 11 ، واإلعالن عن نظام ملكي دستوري( 1948 اإلمام يحيى حميد الدين، في ا أَّن )، إا َّل 12 فشــل تلك التجربة في مهدها، والضربة القاصمة التي ُو ُِّجِهت للجماعة( الجماعة اســتمَّرَت في نشــر دعوتها وم ِّد عالقاتها، حَّتَى تم َّكَنت أن تفرض وجودها وحضورها، وأن تسهم في المنعطفات واألحداث اآلتية. ، التي دعمها النظام المصري، بزعامة جمال 1962 سبتمبر/أيلول 26 مع نجاح ثورة في مصر، " اإلخوان " عبــد الناصر، الــذي دخل في حالة خصومة وعداء مع جماعة شــهد اليمن انفرا ًجًا في الوضع السياســي، بعد أن ســقط حكم األئ َّمَة بما مَّثَله من انغالق واســتبداد وإرهاب للشعب، ليقوم نظام جمهوري حديث ين ُّص دستوره على مبدأ اإلعالء من مكانة الشعب على حساب مكانة الحاكم الفرد المطلق؛ وهذا بدوره أتاح لألحــزاب والتَّيَارات والجماعات المختلفة -والتي باتت حاضرة على الصعيد الشعبي- أن تتحَّرَك بحِّرِية، وإن لم تتش َّكَل وتعلن عن نفسها رسمًّيًا. كان نظام جمال عبد الناصر يعمل على إيجاد موالين له في أوساط الضَّبَاط والُّنُخب اليمنية، وسعى في جعل اليمن تبًعًا لسياسة القيادة في جمهورية مصر العربية، وهذا ما دفع المملكة العربية الســعودية للدخول في صراع مع مصر على الســاحة اليمنية؛ إذ اختار النظام الســعودي االنحياز لقوى الملكية ودعم أنصار اإلمامة الزيدية، في سبيل مواجهة خطر المِّد الناصري الذي بدأ يتهَّدَده. فرض هذا الصراع على الســاحة اليمنية حالة من االنقســام والتباين في المجتمع، ما بين مواٍل لمصر، ومواٍل للسعودية، ومحايد يرى أ َّن اليمن ينبغي أن تكون مستقَّلَة ال

Made with FlippingBook Online newsletter