العدد 22– مايو - ايار 2024

65 |

ضمن التَّيَار الثالث، فلم تكن لتتخَّلَى عن الجمهورية " اإلخوان " تابعة. وكانت جماعة وتنحــاز للملكيــة واإلمامة، ولم تكن لتنخرط تحت قيادة النظام المصري وهي التي مخاطر ج َّمَة على صعيد " اإلخــوان " تج َّرَعــت عداوتــه في مصر. هذا الحياد جَّنَب الجماعة وعلى صعيد المجتمع، وأتاح لهم الحفاظ على قواهم وسمعتهم، وأكسبهم شعبية أكبر. -عقب قيام النظام الجمهوري- على الحضور في القضايا " اإلخوان " حرصت جماعة الوطنية والشــأن العام، وانخرطت في الوظائف العاَّمَة للدولة الحديثة، وشاركت في صناعــة الوعــي والحراك الجماهيري. ومع بدء الصراع على الســلطة بين األحزاب ) والبعثيين واليساريين- أصبحت الجماعة 13 والقوى السياسية األخرى -الناصريين( تشــعر بتهديد قادم، فهذه األحزاب ذات رؤية شــمولية ومنهج إقصائي وموقف معاد -وفي أقل األحوال ســلبي- للدين، وفي حال تم َّكَنت من الســلطة بشــكل مطلق ستقضي على أهداف الجماعة في إقامة حكم إسالمي نموذجي في اليمن. بــدأ الصراع بين األحزاب يأخذ طابًعًا عســكرًّيّا، وقاد المق َّدَم إبراهيم الحمدي، ذو ، وأطاح بالرئيس 1974 يونيو/حزيــران 13 الميــول الناصرية، انقالًبًا عســكرًّيًا، في ). وعقب 14 عبــد الرحمــن اإلرياني (أ َّوَل رئيس مدني للجمهوريــة العربية اليمنية)( مقتله، بدأت قوى اليســار تتطَّلَع لإلمســاك بمقاليد السلطة، خصو ًصًا وأَّنَها تم َّكَنت من اإلمســاك بها في الشــطر الجنوبي لليمن، وهو ما أوقع الشمال في صراع داخلي جديد مع قوى اليسار. كان مسعى اليسار للوصول إلى الحكم واإلمساك بمقاليد السلطة يته َّدَد ُهُوية المجتمع لمواجهة هذا الخطر الداهم، والتص ِّدِي " اإلخوان " اليمني ودينه، وهو ما استنفر جماعة له مع القوى الوطنية األخرى. وقد مَّثَل وصول المق َّدَم علي عبد الله صالح للرئاسة، ، وهو القادم من المؤ َّسَسة العسكرية، بثقافة قبلية محافظة، 1978 يوليو/تموز 17 في للتص ِّدِي لمخ َّطَطات قوى " اإلخــوان " بدعــم إقليمي من الســعودية، فرصة لجماعة اليسار المندفعة للحكم. كما أ َّن صالح الذي وصل للحكم بدون سند شعبي أو حزبي كان بحاجة إلى جماعة إليقاف م ِّد قوى اليســار التي باتت تته َّدَد ســلطته، خا َّصَة أ َّن التَّيَارين، " اإلخــوان " اإلسالمــي واليســاري، تحكمهما عالقة تضــاد وعداء، في حيــن كان تَّيَارا البعث

Made with FlippingBook Online newsletter