| 66
والناصري يريان في اليســار منافًسًا سياســًّيًا، ورَّبَما حليًفًا سياسًّيًا مفتر ًضًا. وِمِن ث َّم فإ َّن تحالف صالح مع التَّيَار اإلسالمي آَمَُن لبقائه في الســلطة، وأقدر على مواجهة الفكر اليســاري بفكر نقيض. ومن هنا نشــأ التحالف بين صالح، رئيًسًا للجمهورية العربية اليمنية، وجماعة اإلخوان، قَّوَة شعبية دينية حليفة. أل َّن الحكم في الجنوب كان يهت ُّم " مَّثَل اليســار الحاكم في الجنوب تهديًدًا لصنعاء باأليديولوجيا والنظرَّيَات االشــتراكية، واالِّتِجاه الماركســي تحديًدًا، وهذا الفكر ال ا االِّتِجاه الديني، فُأُســِنِد إلى اإلخوان المســلمين يمكــن أن يقابلــه اِّتِجاه فكري إا َّل ، وِمِن ث َّم فكَّلَما تصاعد الصراع مع الجنوب قوي نفوذ جماعة " القيــام بهــذه المه َّمَة ، " حسابات سياسية " ؛ وهي بحســب القيادي اليساري، عبد الباري طاهر، " اإلخوان " ففي حين كان لنظام اليســار في الجنوب أداة سياســية في الشــمال لم ي ُك ث َّمَة َمَن بأداة سياســية تنظيمية " يواجهها، وال يمكن أن تواجه بالجيش واألمن فحســب، بل .) 15 ( " ا اإلخوان المسلمون وفكرية أخرى، فال يوجد أحد يقوم بهذه المهَّمَة إاَّل إلى الرئيس صالح بمبادرة تعتمد على المخاطر المشتركة " اإلخوان " تق َّدَمت جماعة )، وعرضت " اإلخوان " و " صالح " التي يمِّثِلها العمل المســَّلَح لليسار على الطرفين ( بينهما لمواجهته، وق َّدَمت مخ َّطًَطًا يو ِّضِح " التعــاون " عليــه -عبر وفد منها- إمكانية ). وقد ق َّدَم صالح 16 مســاحة االلتقاء الواسعة بين الرئيس والجماعة فكرًّيًا وسياسًّيًا( ازم للمواجهات المسَّلَحة، وفتح لها المجال للعمل في الميدان، للجماعة الدعم الاَّل مع تقديم ســند لوجســتي لها. وبالفعل، تم َّكَن اإلخوان من خالل تضحيات كبيرة اليسارية، وإرغامها على االرتداد إلى مناطق " الجبهة الوطنية " من القضاء على خطر ضِّيِقة بعد أن كادت صنعاء تسقط بيدها. ،) 17 ( " الجبهة الوطنية " بوقوف جماعة اإلخوان مع صالح، وانخراطهم في الصراع ض َّد تم َّكَنت الجماعة من تعزيز حضورها في الدولة والمجتمع، وتوســيع دائرة انتشــار فكرها وحركتها للقضاء على خطر الفكر اليســاري وحركته. وبهذا حَّقَق ك ُّل طرف أهدافه السياســَّيَة، ففي حين قضى صالح على القوى المه ِّدِدة لســلطته في الشمال، مكاســب متع ِّدِدة على الصعيدين، االجتماعي والسياســي، " اإلخوان " جنت جماعة المؤتمر الشعبي " وأصبحت حليًفًا موثوًقًا للنظام، وهو ما أتاح لها حضوًرًا كبيًرًا في )، المظَّلَة السياســية للحكم في الجمهورية العربية اليمنية، والذي تشــ َّكَل 18 ( " العام
Made with FlippingBook Online newsletter