العدد 22– مايو - ايار 2024

69 |

تقاطعاتها مع السلطة، على المستوى الخاص، وعلى مستوى اليمن عموًمًا. وما كان للجماعة أن تقضي على خطر الم ِّد الشيوعي الذي استحال إلى ق َّوَة صاعدة، مدعومة من قوى دولية مختلفة، تمتلك السالح وتمتهن البطش دون هذا التحالف مع السلطة. كما أَّنَها ســكنت في جســد الدولة، وخصو ًصًا في مؤ َّسَسة التعليم والتربية، وهو ما أتاح لها خدمة نشر الدعوة والمفاهيم اإلسالمية، في وقت كانت وظائف الدولة حكًرًا علــى بقايا الملكية اإلمامية، وأفراد التَّيَارين، الناصري والبعثي، الَّلَذين تم َّكَنا -نتيجة قواهما العسكرية واإلسناد الخارجي لهم- من فرض حضورهم في مؤ َّسَسات الدولة المختلفة، بما في ذلك الجيش واألمن والخارجية وغيرها. السلف ُّيُون مع دخول االحتالل األجنبي (االستعمار الغربي) إلى المنطقة العربية ظهرت أصوات بمنظورها الغربي، وتدعو إلى القطيعة مع الماضي والتراث؛ وهنا " الحداثة " تنادي بـ برزت دعوات مقابلة تدعو إلى العودة إلى الجذور ونهج الســلف الستعادة األمجاد ؛ وهي سلفية تش َّكَلت " السلفية " وبعث الُهُوَّيَة اإلسالمية. ُعُرف هذا التَّيَار فيما بعد بـ في مدراس عديدة على مستوى الوطن العربي، بما في ذلك مصر والشام والمغرب وبالد الحرمين وغيرها، وتصاعدت كغيرها من التَّيَارات في القرن العشرين. مع قيام الدولة الســعودية الثالثة، على يد الملك عبد العزيز آل ســعود، تبَّنَى النظام دعوة الشيخ مح َّمَد بن عبد الوهاب كأيديولوجيا سياسية، وهي دعوة سلفَّيَة باألساس. وتشــ َّكَلت المؤ َّسَســات الدينية والتعليمية في الســعودية وفق مقَّرَرات هذه الدعوة. وأخذ النظام السعودي على عاتقه -في ظ ِّل انتشار أفكار ثورية ض َّد الملكَّيَات- نشر اثنا " الدعوة السلفية في المنطقة؛ وخصو ًصًا مع بروز جمهورية إيران اإلسالمية كنظام إلى المنطقة. " تصدير الثورة " أيديولوجي، وتبِّنِيها لمبدأ " عشري أخذت الســلفية فــي معظم البلدان العربية واإلسالمية أواخر القرن العشــرين طابع الدعوة والتعليم، بعد أن كانت مطلع القرن ذات طابع تجديدي وإصالحي ونهضوي وثوري، كما في المغرب والجزائر والشام ومصر، تتح َّرَك في ميادين السياسة ومقاومة االستعمار والمشاركة في ميدان اإلصالح والتغيير االجتماعي والتثوير المعرفي. كان حضور الســلفيين في اليمن خافًتًا، وعلى هامش المعترك السياسي والعسكري،

Made with FlippingBook Online newsletter