العدد 22– مايو - ايار 2024

| 70

وتمَّثَل في منابر علمية ودعوية لعدد من الرموز والشــخصَّيَات العلمية. ولم تتشــ َّكَل ا بعد قيام الوحدة، وتحُّوُل معظــم التَّيَارات الفكرية إلى للســلفيين أطر تنظيميــة إا َّل أحزاب وتنظيمات سياســية؛ ما دفع فريًقًا من السلفيين لمواكبة هذا التح ُّوُل والتو ُّجُه نحو تشكيل كيانات ناظمة ألفرادهم وجهودهم ومؤ َّسَساتهم، وإن لم يعلنوا عن قيام جماعات بشكل صريح وواضح؛ فقد أعلنوا عن تشكيل جمعَّيَات خيرية، وهو اإلطار القانوني الذي كان متاًحًا في حينه. ونتيجة غلبة التأثير الفكري والفقهي لســلفية بالد الحرمين على علماء ودعاة اليمن أخــذ هؤالء بذات الرؤى واألفكار والفتــاوى والمواقف الخا َّصَة بالديمقراطية، فقد اســتحال موقف سلفية بالد الحرمين تجاه الديمقراطية إلى أيديولوجيا صلبة، وعَّزَز ذلــك رغبــة النظام الحاكم في الســعودية في غلق األبواب أمــام األحزاب القومية ، التي ماجت بها المنطقة منتصف القرن العشرين. " الثورية " واليسارية التي " اإلخوان " وفي فترة ما بعد الوحدة اليمنية، نشأ خالف وجدل طويل بين جماعة تشــ َّكَلت في حزب سياســي وبين التَّيَار السلفي الذي بدا راف ًضًا بق َّوَة فكرة التحُّزُب والديمقراطيــة، من منطلق ديني بحت، مو ِّجًِهًا ســهامه إليهــا باعتبارها تهديًدًا لهوَّيَة المجتمــع اليمنــي. وكان أبرز َمَن توَّلَى مهاجمة الديمقراطية والتحذير منها الشــيخ السلفي، مقبل بن هادي الوادعي. كان الوادعي زيدًّيًا متع ِّصًِبًا، وفرضت عليه ظروف المعيشة التو ُّجُه إلى بالد الحرمين لكسب العيش، وهناك تلَّقَى تعليمه وأكمل دراسته الجامعية، وانخرط في ســلك الدعوة السلفية. ث َّم ُأُخِرِج من السعودية بسبب عالقته ، أواخر عقد الســبعينات من القرن العشــرين. ورغم انخراطه بعد " جهيمان " بحركة س ـَس � ا عنهم، ليؤ ا أَّنَه عاد لتركهم، والعمل مســتقا ًّل عودته إلى اليمن مع اإلخوان إا َّل .) 26 ، بمحافظة صعدة الشمالية( " د َّمَاج " مركزه العلمي الشهير بـ شــريًطًا أوضح فيه أ َّن الســعودية " الوادعي " ُبُعيد إعالن قيام الوحدة اليمنية، أصدر ق َّدَمت له عبر أشــخاص دعًمًا مالًّيًا إلعالن الجهاد ض َّد االشــتراكيين، وأبدى رفضه لقبول ذلك، وإدراكه لتآمر السعودية على اليمن، ورغبتها في خلق فتنة احتراب داخله، )؛ رغم إصداره 27 كما كان ير ِّدِد في حينه( " ا عميا ًل " مح ِّذًِرًا من النظام السعودي بوصفه " الشــيوعيين " الفتوى بعدم جواز الوحدة مع الحزب االشــتراكي بوصفها وحدة مع .) 28 الكفرة(

Made with FlippingBook Online newsletter