العدد 22– مايو - ايار 2024

71 |

كان موقف السلفيين من الديمقراطية يخدم نظام صالح وحزبه، واألحزاب المنافسة ، وإن لم يكن ذلك بقصد من السلفيين؛ إذ كانوا " التجُّمُع اليمني لإلصالح " لحزب يدفعون باِّتِجاه عدم المشاركة في التر ُّشُح واالنتخاب، وهذا بدوره يضعف الحضور وطلبته بدأت تتو َّجَه " الوادعي " اإلسالمي في المشــهد السياسي، خصو ًصًا أ َّن سهام ، باعتباره قد انحرف عن الجاَّدَة ووقع في محَّرَمات كفرية! " اإلصالح " نحو )، الرافض لتشكيل أحزاب سياسية والدخول 29 هذا الموقف السلفي من الديمقراطية( في منافســات انتخابية، والمحِّرِم لتشــكيل األحزاب وقيام تع ُّدُدية سياسية، والناعت للديمقراطيــة بالكفر بشــكل مطلــق، كان يخدم األنظمة العربيــة الحاكمة، بما فيها األنظمة الملكية الساعية إلبقاء الحكم فردانًّيًا بالمطلق. لهذا كان ُيُسمح للتَّيَار السلفي بالعمل والحركة والصدع بآرائه وأفكاره ومواقفه، لتجييرها لصالح األنظمة والح َّكَام، وض َّد حضور األحزاب اإلسالمية التي ارتأت المشــاركة في العملَّيَة السياسية بهدف المدافعة والتغيير. وهذا الموقف الرافض للديمقراطية هو موقف قديم وحاضر في أدبَّيَات حسن البَّنَا؛ وكان يأخذ طابًعًا عقدًّيًا أو مبدئًّيًا عند بعض علماء األ َّمَة نتيجة غلبة األحزاب العلمانية )، فهو لم يكن موقًفًا للسلفية في نجد وبالد الحرمين كما 30 على المشهد في حينه( يتصَّوَر البعض؛ إذ لم تشهد تلك البقاع قيام نظام جمهوري أو ديمقراطي أو أحزاب سياسية، بل كان رأًيًا فقهًّيًا وعقدًّيًا معتبًرًا عند عدد من الرموز والمرجعَّيَات في عدد من البلدان التي دخلتها األنظمة الحديثة واألفكار والرؤى الوافدة. ، شــهد التَّيَار الســلفي في اليمن انقساًمًا حاًّدًا، على إثر الخالف بين عدد 1990 بعد من العلماء والدعاة بالسعودية مع النظام على مسألة دخول الق َّوَات األجنبية (األميركية والبريطانية) للبالد، لالستعانة بها ضَّد نظام العراق. فقد عملت السعودية على إبراز يع ِّزِز سلطة الحاكم ويش ِّكِك في آراء ونوايا العلماء والدعاة " دعوي " و " علمائي " صوت . وقد تص َّدَر هذا الفريق رجالن " والة األمر " المعارضيــن، ويَّتَهمهم بالخروج علــى محسوبان على التو ُّجُه السلفي، هما: ربيع بن هادي المدخلي ومح َّمَد أمان الجامي، المغالي في طاعة الح َّكَام ح َّد إهدار مكانة العلماء ودور " الوالة " وإليهما ينسب تيار ). وتبَّنَت الســعودية هذا الخطاب وص َّدَرته 31 ( " الجام َّيَة " و " المداخلة " األَّمَة، فيقال: للعالم اإلسالمي لتحسين صورتها التي اهتَّزَت نتيجة دخول القَّوَات األجنبية ألرض

Made with FlippingBook Online newsletter