| 72
الذي كان يقوم عليه الشــيخ " دماج " الحرمين. وقد وجد هذا التَّيَار بغيته في مركز مقبل بن هادي الوادعي. وتط َّوَر برعاية بعض أنظمة المنطقة، وأصبح مع مرور " الجامية " و " المداخلة " نما تَّيَار الوقت مخترًقًا أمنًّيًا، ومو َّجًَهًا ض َّد الجماعات اإلسالمية التي تنشد اإلصالح والتغيير، ومقارعة الفساد واالستبداد وإزاحة الشريعة عن السياسة؛ حَّتَى أصبح هذا التَّيَار في اليمن مخت ًّصًا بمهاجمة التو ُّجُهات الســلفية المغايرة وحزب اإلصالح. كما كان دور هذا التَّيَار في دفع الناس للعزوف عن االنتخابات قوًّيًا ج ًّدًا، من خالل نشاط دؤوب في فترة االنتخابات يشــمل معظم المحافظات. وهو بذلك -دون شــ ٍّكٍ- كان يضُّر بجمهور حزب اإلصالح، باعتبار أَّنَه يســحب من رصيده الجماهيري باســم الدين وتحت غطاء الفتاوى المحِّرِمة لالنتخابات والتصويت فيها. يح ِّرِم الديمقراطية ويراها كفًرًا بوا ًحًا، " الجامي " و " المدخلي " وفــي حيــن كان التَّيَار الذي تجب طاعته، في منحى " ولي األمر " وكان ُيُضفي على الرئيس صالح وصف مخالف باألســاس للدســتور والتوصيف القانوني لرئيــس الجمهورية في إطار من منظومة قانونية تستوعب الحقوق والواجبات والمسؤولَّيَات. وقد بلغ بهذا التَّيَار الغلو ض َّد الثورة الشــعبية التي " صالح " والتوظيف السياســي ح َّد الوقوف إلى جانب نظام ، وإطالقه الفتوى بتحريمها وتجريمها وتضليلها 2011 فبراير/شــباط 11 خرجت في .) 32 واعتبارها فتنة، بل وتجويز مواجهتها بالسالح( وِمِن قبيل التناقض في هذا التَّيَار السلفي دعوته إلى البعد عن السياسة وعن الح َّكَام، وانخراطه بشــكل كِّلِي في قضايا سياســية لصالح النظام والحاكم، ومن منطلق نظرة غالية وتوصيف شرعي لهما (للنظام والحاكم) ال يم ُّت للواقع بصلة. ومؤ َّخًَرًا، تح َّوَلت بعض شخصَّيَات في هذا التَّيَار من حلقات العلم إلى معسكرات القتال، مجِّنِدة نفسها )، وتنتمي إلى كيانات 33 ق َّوَة مســَّلَحة تواجه قوى يمنية مختلفة لصالح دول إقليمية( ، التابع لعيدروس الزبيدي (القيادي " المجلس االنتقالي الجنوبي " سياســية بامتياز، كـ ، التابع للعميد طارق محَّمَد " المكتب السياسي للمقاومة الوطنية " اليساري سابًقًا)، و صالــح (القيادي المؤتمري الذي ســبق له التحالف مــع جماعة الحوثي). والجامع بين هذه الكيانات التمويل الخارجي والتمُّرُد على الســلطة الشرعية (في وقت سابق لتسكينها في مجلس القيادة الرئاسي).
Made with FlippingBook Online newsletter