العدد 22– مايو - ايار 2024

73 |

، بقيادة " التحالــف العربي " وانتهــى المطاف بهذا التَّيَار عقب التد ُّخُل العســكري لـ )، والدخول في المجال السياســي، 34 الســعودية، في اليمن، للمشــاركة في القتال( بل والوصول إلى الســلطة من خالل صور مــن التحالفات والتبعَّيَة ألطراف إقليمية لـ ِي بعض الوزارات (كما هي الحال مع هاني بن بريك)، أو تعيينهم في � أ َّهَلتهــم لتو مجلس القيادة الرئاســي (كما هي الحال مع أبو زرعة عبد الرحمن المحرمي). ولم يكتف هذا الفريق بهذا التح ُّوُل واالنخراط التام في السياســة، بل جَّنَد نفســه وأتباعه )، والقيام بعملَّيَات اغتيال مو َّجَهة ضَّد مســؤولين 35 للقتال في الصراع الدائر اليوم( ، ورَّبَما ضَّد " اإلصالح " ودعاة ومشايخ وشخصيات اجتماعية، وخصو ًصًا من حزب )؛ بل ذهب بعيًدًا في تأييد عملية التطبيع 36 ذاته( " هادي " الحكومة الشرعية والرئيس .) 37 مع الكيان الصهيوني المحتل والقبول بها( ، شــهد التَّيَار الســلفي تحــ ُّوُالت ع َّدَة تجاه " الجامي " و " المدخلي " عــدا عن التَّيَار الحضور والمشــاركة السياســية؛ إذ بدأت تظهر أقوال وتراجعات تجيز المشاركة في . ورغم ذلك لم يكن " المصلحة " أو " الضــرورة " شـ ُح واالنتخابــات من منطلق � التر لهذه األقوال والمراجعات تأثير في تشكيل تحُّوُل بارز. وكان التحُّوُل األبرز هو مع ، حيث شهدت المنطقة العربية حراًكًا شعبًّيًا ضَّد 2011 فبراير/شباط 11 اندالع ثورة اســتبداد األنظمة الحاكمة، وهو ما دفع الســلفيين الحركيين في اليمن لتغيير نظرتهم للواقع، وانخراط بعضهم في ميادين الثورة الشعبية. فبراير/شباط بسقوط النظام، وإعالن عدد من القوى عن 11 مع نجاح مطالب ثورة تشــكيل أحزاب جديدة في الساحة، سعى السلفيون إلى تشكيل حزب سياسي. غير أ َّن ضعف الســلفيين في اســتيعاب خالفاتهم جعلهم يخرجون بعدة أحزاب، أبرزها . ونتيجة هذا التح ُّوُل في الموقف " حزب الســلم والتنمية " و " اِّتِحاد الرشــاد اليمني " الســلفي كان من الظاهر أ َّن التَّيَار اإلسالمي سيكون هو األقوى حضوًرًا في المشهد اإلسالم " )؛ وهو ما جعل القوى الدولية المناوئة لما باتت ُتُطلق عليه 38 السياســي( تعمل ألجل عرقلة مسار التح ُّوُل والتغيير في اليمن، وعبر توظيف مك ِّوِنات " السياسي متمِّرِدة على المجتمع والدولة ولديها عداء كامن لإلسالميين بمختلف تو ُّجُهاتهم. هكذا نجد أ َّن السلفِّيِين لم يكونوا بعيدين عن السياسة، في حالة رفضهم لها وُبُعدهم عنهــا، أو في حالــة إقبالهم عليها وانخراطهم فيها، وأَّنَه جرى توظيفهم بشــكل أو بآخر من قبل السلطة وأطراف إقليمية لتحقيق أجندات سياسية، بما في ذلك محاولة

Made with FlippingBook Online newsletter