العدد 22– مايو - ايار 2024

| 86

إ َّن تجميــد وعــي الَّنَاس للمخاطــر التي تته َّدَدهم من طرف األنظمة المســتب َّدَة، أو الطوائــف الباغيــة، أو المحتل األجنبي، وتصوير النضال والمقاومة والجهاد باعتباره فتنة، وترسيخ الورع السلبي في ضمير المجتمعات بحيث تفقد االستجابة لمتطَّلَبات الواقع والظروف المحيطة بهم، من أفضل ما يخدم تلك األطراف في حال النزاعات؛ إذ يثِّبِط الناس عن مناصرة المتصِّدِرين لمناهضة األنظمة المستبَّدَة والطوائف الباغية والمحتل األجنبي. وهذا القدر من دور الصوفية هو ما يو ِّظِفه أولئك لتحقيق أجنداتهم ومطامعهم ومخ َّطَطاتهم. هيئات العلماء اليمنية تشــ َّكَلت في اليمن مجموعة من الجمعيات وروابط العلماء، انتســب إليها عدد من العلماء والمشــايخ في ســبيل تبِّنِي مواقف شرعية تجاه النوازل واألحداث والقضايا مـ َة. وقد تص َّدَر المشــهد ثالثة كيانات، هي: جمعيــة علماء اليمن، وهيئة علماء � العا اليمن، ورابطة علماء اليمن. جمعية علماء اليمن، هي هيئة رســمية، تمِّثِل مظَّلَة لعلماء اليمن عموًمًا، لكن يغلب علــى أعضائها الشــخصيات التقليدية. وقد جرى اســتغالل مواقــف وبيانات هذه الجمعية في عَّدَة مح َّطَات؛ إذ مَّثَلت بياناتها في بعض مواقفها صوًتًا للنظام الحاكم؛ ، وتجاه ملف الحرب في صعــدة، وفي حين وصف بدر الدين الحوثي 2005 ففــي وحَّتَى 2004 الصراع المســَّلَح الذي نشــب بين أتباعه وبين القَّوَات الحكومية، منذ " ُقُم " ، أصدرت حوزة " حرب إبادة جماعيــة " ، وأَّنَها " بالحــرب المذهبيــة " ، 2005 ، مؤِّكِدة أ َّن " ممارسات السلطة اليمنية ضَّد الشيعة " بإيران، بياًنًا نَّدَدت فيه بما أسمته بيا ًنًا " النجف " ، كما أصدرت حوزة " إبادة جماعية لشــيعة أهل البيت " ما يجري هو مناصًرًا لجماعة الحوثي. وهذا بدوره دفع جمعية علماء اليمن إلى إصدار بيان، رًّدًا ، نفت فيه أ َّي اضطهاد للزيدية واإلمامية االثني " النجف " و " ُقُم " علــى بيانــي حوزتي عشرية، وقالت: إ َّن الواقع الذي يعيش فيه أبناء اليمن قاطبة يقوم على ثوابت شرعية وقانونية ودستورية، ال فرق فيها بين مذهب ومذهب. ورأى بيان الجمعية -التي أغلب ال يعِّبِر " أعضائها من المراجع الزيدية- أ َّن التمُّرُد المســَّلَح في بعض مناطق صعدة تســَّبَبت في " التي " الفتنة " ، واصًفًا ما قام به حســين الحوثي بـ " عن المذهب الزيدي ، وش َّدَد " إزهاق األرواح، وسفك الدماء، وإتالف األموال، وزعزعة األمن واالستقرار

Made with FlippingBook Online newsletter