العدد24

101 |

كليهما من جهة، والسعي المُُخطط لتحقيق التقدم والازدهار في الحاضر والمستقبل . )2( من جهة أخرى ويــرى بعض الباحثين أن غياب المشــروع الوطني يعــد وصفة مكتملة الأركان لما )3( يسمى بالدولة الفاشلة، التي من سماتها: - عجز الحكومة المركزية في الدولة عن فرض سلطتها على ترابها الوطني. - عدم قدرة الحكومة المركزية على تأمين حدودها من الاختراقات الخارجية سواء حدودها البرية أم مياهها الإقليمية أم مجالها الجوي. - تآكل الشرعية اللازمة للحكم، وانعدام التداول السلمي السلطة فيها، وتفشي الفساد. - وجود حالة من الانقســام المجتمعي وحد ََّة الصراعات القائمة على أســس دينية وعرقية مهدِِّدة للوحدة الوطنية. وباســتخدام المعاييــر والمؤشــرات التي تم تناولها أعلاه، يمكــن القول: إن غياب المشــروع الوطني أضر بتجربة الدولة الســودانية وأســهم في تحويل الدولة لساحة صراع واحتراب داخلي منذ الاســتقلال وإلى يومنا هذا، فالســودان يواجه تحديات جسيمة في بسط سيطرته على كامل أراضيه، ويعاني من ضعف في توفير الخدمات ا عن صعوبة التفاعل الأساسية للمواطنين مثل الصحة والتعليم والأمن والغذاء، فضلًا بفعالية مع المجتمع الدولي، ويمكن إرجاع جذور هذا التراجع المســتمر في مسيرة الدولة الســودانية منذ الاســتقلال إلى غياب مشــروع وطني واضح متفق عليه لدى القادة المتعاقبين على حكم البلاد، وبالتالي فإن أحد أهم النتائج المترتبة على غياب المشروع الوطني السوداني المتفق عليه هو استمرار الصراعات وتمدد خريطة الحروب بشــكل واســع من جهة، وتحول السودان إلى دولة فاشلة وفقًًا للمعايير والمؤشرات التــي تــم ذكرها من جهة أخرى. فالمشــروع الوطني الغائب كان من شــأنه التركيز على بناء دولة وطنية حديثة، مهمتها الأساسية تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وضمان الحقوق السياسية والاقتصادية والثقافية لجميع المواطنين على قدم المساواة، دون تمييز أو إقصاء لأي مجموعة ثقافية أو دينية. ويمكن القول هنا: إن المشــروع الوطنــي ليس وثيقة يتم إعدادها والاتفــاق عليها، ومن ثم وضعها بين دفتي كتاب،

Made with FlippingBook Online newsletter