| 102
ولكنه مشروع يستخلص من واقع الحركة الفكرية والسياسية والاجتماعية، والتي لا يمكن الوصول إليها بدون إرادة سياســية فاعلة تقودها أحزاب سياســية ومؤسسات مجتمع مدني مهتمة بالقضية الوطنية. ويعتبر غياب هذه الأحزاب وضعف الدور الذي لعبته من بين أهم أسباب الصراع في السودان، بل هي التي تتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية غياب المشروع الوطني. ب. فشل الأحزاب السياسية تعود ظاهرة الأحزاب السياسية إلى القرن التاسع عشر. أما ظاهرة الحزبية التي تحمل معنى التشــيع السياســي فجذورها أبعد من ذلك؛ إذ أن نشــوئها ارتبط بنشوء ونمو الظاهرة السياسية، وذلك باعتبار أن وجود نظام سياسي يعني بالضرورة وجود مؤيدين . )4( ومتحيزين معه، وكذا الحال وجود متشيعين ضده وتعد الأحزاب جزءًًا رئيسيًًّا من أية حياة سياسية معاصرة، بل ويعتمد تصنيف الأنظمة السياســية على طبيعة الواقع الحزبي الموجود داخلها، ولم يعد ممكنًًا تصور وجود عمل سياسي وحياة في مجتمع يؤمن بالحرية والتعددية بدون وجود أحزاب سياسية تنخــرط في الأنشــطة الانتخابيــة القائمة على التنافس الحر وتقديــم أفكار وبرامج متنافســة كأساس للتواصل مع المجتمع بمختلف شرائحه. ويُُعرََّف الحزب السياسي بأنه مجموعة من الأفراد يرتبطون بمبادئ وقيم ومصالح مشتركة، ويسعون من خلال . وتتباين وظيفة الحزب السياسي )5( ذلك للترويج لأفكارهم بهدف الوصول للسلطة بتباين طبيعة النظام السياســي، بيد أنه في المجمل تقوم الأحزاب السياســية بأربع : )6( وظائف رئيسية، وهي تجميع المصالح: ويقصد به تحويل مطالب المجتمع إلى بدائل سياسية. التنشــئة السياســية: وهي عملية تعلُّم القيم والمثل العليا التي تجعل من عضو الحزب فاعلًا في المستقبل وملتزمًا بقضايا مجتمعه. تأهيل الكوادر القيادية: وتشــمل إعداد الكوادر الحزبية للعب دور في الحياة العامة في إطار التنافس السياسي الذي يفضي لتعزيز المصلحة الوطنية. تنمية الوعي السياسي: تتم هذه العملية من خلال رفع مستوى التفكير النقدي
Made with FlippingBook Online newsletter