103 |
الــذي يُتيح الفرصة لأفراد المجتمع في دعم خيارات أكثر وضوحًا، ومتطابقة مع المصلحة العامة للمواطنين. القيام بالدور الرقابي: تُعد عملية الدور الرقابي الذي تقوم به الأحزاب واحدة من أهم الوظائف التي تضطلع بها الأحزاب السياســية، وذلك من خلال أداء هــذا الدور في إطار ما يســمى بالمعارضة النزيهة التــي تقاس درجة نزاهتها بتغليــب المصلحة العامة على المصلحــة الحزبية الضيقة، وهنا يبرز التحدي الأكبر، وهو تقييم دورها وفاعليته. وتقاس فاعلية الأحزاب السياســية بخمسة : )7( مؤشرات رئيسية، هي الهيكل التنظيمي للحزب: يُقصد به مدى قوة وتماسك هيكل الحزب، وفعالية اتخاذ القرارات فيه. القاعــدة الجماهيرية: ترتبــط بعدد الأعضاء والأنصار الذين يدعمون الحزب، ومدى تأثيره في المجتمع. البرنامج السياسي: يقوم على مدى وضوح البرنامج السياسي للحزب، وتوافقه مع احتياجات وتطلعات الجماهير. القيادة: تستند على جودة القيادة الحزبية، ووجود آليات واضحة لاختيار القادة وتداول السلطة. مصادر التمويل: وتتضمن مصادر تمويل الحزب، ومدى شفافيتها واستدامتها. وفي سياق الحديث عن الأحزاب السياسية من حيث دورها وفاعلية أدائها، نجدها في السودان قد نشأت في منتصف الأربعينات من القرن العشرين، أي قبل الاستقلال وفي ، 1944 إطار الصراع ضد المســتعمر، وقد شــهدت تلك الفترة ميلاد حزب الأشقاء، . فالأحزاب )8(1946 ، والحزب الشــيوعي، عــام 1945 وحــزب الأمة القومي، عام الســودانية تتســم بنوع من العراقة مقارنة بكثير من نظيراتها في المنطقة العربية، بيد أنها، ورغم هذه الميزة النســبية لكونها قديمة، لم تستطع ممارسة دورها المنوط بها وتطوير أفكارها لمواجهة التحديات التي واجهت الدولة منذ استقلالها وإلى اليوم.
Made with FlippingBook Online newsletter