العدد24

| 116

مســتحيلة، بســبب القوة التي يُُمكن أن تتوافر للدعم الســريع بعد عشر سنوات من التدريب والتسليح والقدرة المالية. ثمة عامل آخر جعل من الاتفاق الإطاري مشروعًًا للاصطفاف والاصطفاف المضاد، وهو غياب بعض القوى المؤثرة، والتي يأتي على رأســها الكتلة الديمقراطية بقيادة مني أركو مناوي وجبريل إبراهيم، والاتحادي الأصل بقيادة جعفر الميرغني، ورئيس تنسيقيات شرق السودان، الناظر ترك، وغيرها من التيارات الأخرى الذين لم يكونوا طرفًًا في إعداد مســودة الاتفاق الإطاري بل طُُلب منهم التوقيع عليه، ولعب ميراث عــدم الثقة بين كتلة الحرية والتغيير (المجلس المركــزي) والحرية والتغيير (الكتلة ا ، وأثََّر ذلك على تســويق الاتفاق الديمقراطيــة) دورًًا في جعل الاتفاق يبدو معزولًا وعــدم التعاطــي الإيجابي معه من قبل غير الموقِِّعين عليــه، والذين اختاروا لاحقًًا الوقوف مع القوات المسلحة، فيما وقفت القوى الموقِِّعة على الاتفاق الإطاري على الحيــاد كما تُُصرح بذلك، ولكن وفــق رأي الكثير من المراقبين فإنها وفرت الدعم والغطاء السياسي للدعم السريع في الحرب الدائرة الآن. واستنادًًا لما تمت مناقشته في هذا المحور، نخلص إلى أن هناك أسباب بنيوية متجذرة كانت ســببًًا غير مباشر للحرب، والتي شملت غياب المشروع الوطني المتفق عليه، وفشــل الأحزاب السياسية، وفشل السياســات الكلية لإدارة التنوع والفشل الهيكلي وغياب المشــاركة العادلة على مستوى السلطة والثروة، بينما مثََّلت ظاهرة الجيوش الموازية التي جسدها وجود الدعم السريع وإشكالية دمج قواته في الجيش السوداني وفق رؤية مشتركة، بجانب مشروع الاتفاق الإطاري والقضايا الخلافية العميقة التي تضمنها، وما نتج عن ذلك من اصطفاف واصطفاف مضاد، الأســباب المباشرة التي ، ولا تزال مستمرة 2023 قادت للحرب التي بدأت في الخامس عشر من أبريل/نيسان إلى اليوم. ثمة تســاؤل حول ما إذا كانت العوامل الداخلية وحدها هي التي قادت للحــرب أم أن هنــاك دورًًا للقــوى الإقليمية والدولية في إشــعال فتيل الحرب في الســودان؟ وما الأبعاد الرئيســة لهذا الدور؟ هذا ما يتناوله المحور الخاص بالأبعاد الإقليمية والدولية للصراع الدائر في السودان.

Made with FlippingBook Online newsletter