العدد24

129 |

في ممارســة السلطة. لعل أول دراسة حاولت تسليط الضوء على موضوع الأحزاب )9( ) Robert rézette ( " ريزيــت " السياســية بالمغرب، تعــود إلى تلك التي أنجزها ، والتي اعتبر على إثرها أن الحزب السياســي المغربي ليس سوى امتداد 1955 ســنة للزاوية، لأن الأحزاب السياسية من وجهة نظره تستمد أصالتها من الوسط الذي تنمو فيه، والذي لا يمكن فصله في التجربة المغربية عن التقاليد الإسلامية التي تشــكل مصدرًًا لطرقه في التفكير والتأطير. ، سنة (10)(Douglas Ashford( " دوغلاس آشفورد " وفق نفس المنحى، ســيحاول ، دراســة التطورات السياســية بالمغرب؛ إذ من خلالها انصب جهده على فهم 1961 الطريقة التي اشتغل بها حزب الاستقلال من الداخل والكيفية التي ينشط بها لتقوية نظــام عضويتــه وتحديد أصنافها. ورغم أنها أخذت بُُعــدًًا توصيفيًًّا لعلاقة الأحزاب ويليام " السياسية بالحكم في باقي محاورها فهي بدت في غاية الأهمية. كما سيعمل ، على إدراج البعد 1964 في دراســة له، ســنة )11()William Zartman( " زرتمان التعددي للحزبية المغربية وفق عاملين: يتجســد الأول، في وجود مؤسســة مستقلة للسلطة والشرعية تتجسد في الملك. ويكمن الثاني في وجود عدد مهم من جماعات المصالح أكثر تطورًًا. وفي رأيه أن الأحزاب السياســية المغربية ليســت إلا جماعة مصالح. دراســات الباحثين عن الأحزاب السياســية المغربية تنبني بالأســاس على قراءات توصيفية، تهدف إما إلى رصد الوقائع التاريخية لمختلف الأحزاب السياسية في إطار ، وإما إلى تتبع حزب معين والإشارة إلى أهم المحطات )12( قراءة شمولية تجميعية ، أو إلى التركيز على الممارســة الحزبية والنخب السياســية )13( التي عرفها مســاره والعلاقة التي تنسجها فيما بينها وبين الحكم. " جون واتربوري " ومــن داخل هذا التصور الأخيــر تبرز أطروحة الباحث الأميركي الذي استكان في تحليله للمحيط السياسي المغربي وعبره )14( ) John waterbury ( الأحزاب السياسية إلى الطرح الانقسامي، الذي ينطلق من المحدد القبلي؛ إذ دلالات النظام الانقسامي تنطبق بالأساس على بنية المجتمع المغربي الذي ينحدر من القبيلة، وبالتالــي فالدينامية التي تتشــكل في خضــم هذا النظام الذي يقــوم على التنافس والصراع والتضارب تفترض البحث عن زعيم يجســد الاســتمرارية بدل الانشقاق.

Made with FlippingBook Online newsletter